في مشهد ثقافي وإنساني استثنائي، تستضيف العاصمة الألمانية برلين معرضًا دوليًا للمتحف المصري الكبير، تنظمه الجامعة الألمانية الدولية ببرلين (GIU Berlin)، بالتعاون مع الجامعة الألمانية بالقاهرة (GUC)، والجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة (GIU Cairo)، في خطوة تؤكد على دور التعليم في تعزيز الهوية الوطنية، ومدّ الجسور بين الحضارات.
يُقام المعرض بالتزامن مع انطلاق النسخة الثالثة من منصة Connects 2025، تحت شعار: “الإلهام والتعلم والابتكار”، والتي تتضمن ورش عمل في الذكاء الاصطناعي، والتصميم، والتقنية المتقدمة، بمشاركة شبابية من مصر وألمانيا للفئة العمرية من 18 إلى 30 عامًا.
المتحف المصغر.. رؤية مصرية في قلب أوروبا
يشهد فرع الجامعة الألمانية ببرلين يوم الاثنين 21 يوليو 2025، افتتاح نموذج مصغر يحاكي المتحف المصري الكبير (GEM)، ليكون أول وثيقة ثقافية حية تنقل حضارة مصر إلى قلب أوروبا، بمبادرة رائدة من الجامعة بالتعاون مع إدارة المتحف ومركز “هوية مصر”.
يحضر الافتتاح الدكتور أشرف منصور، رئيس مجلس أمناء الجامعات الثلاث، والدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير، إلى جانب 150 شخصية بارزة من الدبلوماسيين والبرلمانيين الألمان، والأكاديميين، والثقافيين، فضلًا عن وفد طلابي مصري يضم 600 طالب من مختلف المحافظات، ووفود إعلامية مصرية وألمانية رفيعة المستوى.
تراث مصري يُلهم العالم
المعرض يضم مجموعة نادرة من الصور الفوتوغرافية، والأفلام الوثائقية، والمقاطع التفاعلية التي تُبرز عمق التاريخ المصري، ويُقدم بثلاث لغات (العربية، والإنجليزية، والألمانية)، مع تجهيزات خاصة لذوي الهمم، بما يعكس فلسفة الجامعة في أن الهوية ليست مادة نظرية، بل ممارسة يومية تُنقل عبر الفن والعلم والتجربة.
وصرّح الدكتور أشرف منصور بأن “النموذج المصغر من المتحف المصري الكبير يُجسد رؤيتنا في الجامعة الألمانية لنشر ثقافة السلام والتفاهم من خلال التعليم والتراث، ويُعد جسرًا حضاريًا حقيقيًا يعكس مكانة مصر عالميًا، ويعزز حضورها الثقافي والسياحي في أوروبا”.
من مسابقة عالمية إلى أيقونة خضراء
المتحف المصري الكبير لم يكن مشروعًا عاديًا، بل حلمًا معماريًا بدأ عام 2002 بمسابقة دولية أعلنتها وزارة الثقافة بدعم من اليونسكو والحكومة الإيطالية، وتقدّم لها أكثر من 1500 مكتب معماري من 83 دولة.
فاز بتصميمه تحالف “هنيهان بنج / آروب / بوروها بولد”، ليصبح اليوم أيقونة معمارية فريدة ليس فقط في التصميم، بل في التزامه بالاستدامة، حيث حصل على جائزة فرساي لأجمل متاحف العالم 2024، وشهادة EDGE كأول متحف أخضر في أفريقيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى 8 شهادات ISO في مجالات الجودة والطاقة والبيئة والسلامة.
الجامعة الألمانية.. هوية تُروى بلغة العلم
هذا الحدث يأتي ضمن رؤية الجامعة الألمانية التي تتبنى فلسفة تعليمية تعزز الانتماء والتميز، وتضع الإنسان في قلب العملية التعليمية، بعيدًا عن الفوارق الجغرافية أو الاقتصادية. فهي تؤمن أن العلم لا يُختزل في القاعات، وأن الهوية تُبنى بتراكم التجربة والانفتاح على العالم.
من خلال هذا المعرض، لا تُقدم الجامعة نموذجًا ثقافيًا فقط، بل تصورًا مختلفًا للتعليم، يربط الماضي بالحاضر، ويُمهّد لمستقبل تقوده العقول المبدعة والشباب المؤمن برسالته.