تستعد العاصمة الألمانية برلين خلال يوليو الجاري لاحتضان حدثين ثقافيين وتعليميين يعكسان الوجه الحضاري لمصر، وذلك بمشاركة ثلاث من كبرى الجامعات ذات الصلة بالمجتمع الأكاديمي الألماني المصري، وهي: الجامعة الألمانية بالقاهرة (GUC)، الجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة (GIU Cairo)، والجامعة الألمانية الدولية ببرلين (GIU Berlin).
المتحف المصري الكبير حاضر في برلين
في مبادرة تهدف إلى الترويج للهوية المصرية على الساحة الدولية، تُشارك الجامعات الثلاث في افتتاح نموذج لمعرض المتحف المصري الكبير داخل حرم الجامعة الألمانية ببرلين، في فعالية يُتوقع أن تستقطب أكثر من 150 شخصية بارزة من بينهم أعضاء البرلمان الألماني، ومسؤولو المقاطعات الفيدرالية، وممثلون عن السفارة المصرية في برلين.
ويضم المعرض عروضًا بصرية من صور وأفلام وثائقية تُسلّط الضوء على التراث الحضاري المصري، وتأتي هذه الخطوة في توقيت بالغ الأهمية قبيل الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير في الجيزة، والذي وصفته الصحافة العالمية بأنه “تحفة معمارية عالمية”، فيما اعتبرته صحيفة الغارديان أحد أبرز افتتاحات المتاحف عالميًا في 2025.
ومن المقرر أن يحضر حفل الافتتاح الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير، في رسالة واضحة للتأكيد على دعم الدولة المصرية لمشروعات القوة الناعمة الثقافية دوليًا.
Connects 2025.. شباب مصر يصنعون المستقبل
على هامش الحدث، تشهد برلين أيضًا انطلاق فعالية Connects 2025، وهي منصة دولية ملهمة للإبداع والتعلم، تُنظمها GUC Berlin بالشراكة مع GIU Berlin وبدعم من الجامعة الأم في القاهرة.
وتستضيف المنصة هذا العام أكثر من 600 مشارك من الشباب تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا، يتفاعلون ضمن أكثر من 30 ورشة عمل في مجالات الذكاء الاصطناعي، التصميم، الموسيقى، والفنون المعاصرة، إلى جانب أنشطة ترفيهية وتفاعلية تعزز تبادل الخبرات بين المشاركين من مختلف الجنسيات.
وتُعد هذه النسخة من الفاعلية الأكبر منذ انطلاقها، حيث ارتفع عدد المشاركين من 400 في نسختي 2023 و2024 إلى 600 هذا العام، ما يعكس مدى الإقبال المتزايد على هذه المبادرة ودورها في تمكين الشباب وتبادل المعرفة وصقل المهارات الإبداعية.
تلاقٍ بين التراث والابتكار
يجمع الحدثان بين الترويج لتراث مصر العريق وبناء جسور مستقبلية عبر الإبداع والتعليم، في وقت تتنامى فيه أهمية الدبلوماسية الثقافية، وتؤكد فيه الجامعات المصرية ذات الطابع الدولي قدرتها على صناعة التأثير خارج الحدود.