قال الدكتور محمد عبد العزيز، أستاذ التربية بجامعة عين شمس، إن ما تم طرحه مؤخرًا بشأن تحويل نظام الثانوية العامة إلى ما يُشبه “البكالوريا المصرية” لا يزال مجرد مقترح غير مكتمل، رغم موافقة مجلس النواب عليه وإصداره كقانون، مؤكدًا أن التغيير الحقيقي في التعليم لا يمكن أن يتم دون وجود رؤية متكاملة لمنظومة تعليمية تبدأ من رياض الأطفال وحتى نهاية المرحلة الثانوية.
وأوضح عبد العزيز خلال حوارها ببرنامج “أهل مصر” المذاع على قناة “أزهري”، أن المقارنة بين نظام الثانوية العامة التقليدي ونظام البكالوريا لا يجب أن تقتصر على الاختلافات الشكلية أو أسماء المقررات، بل ينبغي أن تنطلق من نظرة أعمق تشمل مدى اتساق النظام الجديد مع المراحل التعليمية السابقة، وما إذا كان يشكل امتدادًا طبيعيًا لها. وقال: “ما رأيناه حتى الآن لا يمثل منظومة تعليمية متكاملة، بل خطة غير ناضجة افتقرت لمصفوفة المدى والتتابع، وهي إحدى الركائز الأساسية في تصميم المناهج التعليمية الحديثة”.
وأشار إلى أن الدول التي نجحت في تطوير نظمها التعليمية – ومنها بعض التجارب الأوروبية – اتبعت معايير دولية واضحة في بناء المناهج، وراعَت تسلسل تعلم الطالب منذ المراحل الأولى وحتى نهاية التعليم قبل الجامعي، منتقدًا اعتماد النظام المقترح على “مقررات بمستوى رفيع دون تمهيد كافٍ”.