أثار الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، جدلًا واسعًا بعدما قدم تقييمًا تفصيليًا لمميزات وعيوب نظام الثانوية العامة التقليدي مقارنة بشهادة البكالوريا المصرية الجديدة، مؤكدًا أن البكالوريا قد تكون أكثر عدالة ومرونة من النظام الحالي.
وقال شوقي، في تصريح خاص، إن نظام الثانوية العامة يتميز بكونه أقل تكلفة زمنية ومجهودًا، حيث يمتد لعام واحد فقط، ويشمل خمس مواد فقط، تُتاح لها نماذج استرشادية وامتحانات سابقة ومعلمون أصحاب خبرات طويلة، وهو ما يجعله أكثر توافقًا مع طلاب المرحلة الإعدادية التقليدية، خصوصًا أصحاب المستوى المتوسط أو الضعيف.
كما أشار إلى أن من مميزات النظام الحالي أيضًا أنه يُعفي طالب شعبة علمي من دراسة المواد الأدبية المضافة للمجموع، مثل التاريخ، ويمنحه فرصة للالتحاق بكليات الشعبة الأدبية بجانب كليات تخصصه، وهو ما لا توفره بعض النظم الأخرى.
وسلط الدكتور تامر شوقي الضوء على العديد من العيوب الخطيرة التي يعاني منها طلاب الثانوية العامة مقارنة بنظام البكالوريا، أبرزها أن “مستقبل الطالب يتوقف بالكامل على امتحان واحد فقط”، ما يزيد من حجم الضغط النفسي والقلق الشديد، بالإضافة إلى أن الرسوب في أي مادة يُجبر الطالب على دخول الدور الثاني ويحصل على 50% فقط حتى إن أجاب جميع الأسئلة بشكل صحيح، وإذا رسب مجددًا يعيد السنة بالكامل.
وأضاف أن توزيع الدرجات غير عادل؛ حيث تستحوذ اللغات على نحو 44% من المجموع الكلي (320 درجة فقط)، مما يجعل مصير الطالب في تخصص علمي أو أدبي مرهونًا بدرجات مواد قد لا تتعلق بتخصصه. على النقيض، فإن نظام البكالوريا يُخصص نسبة متساوية (16.6%) لكل مادة، ويصل مجموعه الكلي إلى 600 درجة، ما يقلل من أثر أي خطأ بسيط في الامتحان.
وأوضح شوقي أن نظام الثانوية العامة يفتقر إلى المرونة الموجودة في البكالوريا في اختيار أو تغيير الشُعب، كما أن مناهجه “تقليدية وغير مرتبطة بتخصصات الجامعة الحديثة”، في حين أن البكالوريا تتيح الجمع بين أكثر من مسار دراسي، وتُقدّم مناهج أكثر ارتباطًا بالتخصصات المستقبلية، ما يجعلها تمهيدًا أفضل للمرحلة الجامعية.
واختتم الخبير التربوي حديثه بالتأكيد على ضرورة النظر في تحديث نظام الثانوية العامة ليواكب التطورات التعليمية، ويوفر عدالة ومرونة وتنوعًا شبيهًا بما يتيحه نظام البكالوريا.