نشر الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، تقييمًا تفصيليًا لنظام البكالوريا المصرية، الذي من المقرر تطبيقه بشكل اختياري للطلاب اعتبارًا من العام الدراسي الجديد، وذلك في ضوء المقارنة مع نظام الثانوية العامة التقليدي.
وأشار شوقي إلى أن البكالوريا المصرية تحمل عددًا من المميزات التربوية، أبرزها المرونة وتعدد المسارات، والسماح للطلاب بالتحويل بينها، بالإضافة إلى التركيز على المهارات العقلية العليا، وتخفيف الضغوط النفسية من خلال إتاحة فرص التحسين مع الاحتفاظ بالدرجة الأعلى. وأوضح أن المواد الدراسية في هذا النظام أكثر ارتباطًا بسوق العمل الحديث والتخصصات الجامعية المتقدمة، مؤكدًا أن التطبيق سيبدأ فعليًا بعد عامين، ما يمنح فرصة للاستعداد الكامل.
وأكد شوقي أن نظام البكالوريا لا يختلف عن الثانوية العامة إلا في الصفين الثاني والثالث الثانوي فقط، وأنه يضم مقررات مثل البرمجة وعلوم الحاسب، ويعتمد على تدريس مواد بتركيز أكبر دون حشو أو تكرار، بما يعزز من فهم الطلاب وتحليلهم، لا مجرد الحفظ والتلقين، مع تقليل عدد المواد في كل عام دراسي لإتاحة وقت أكبر للفهم العميق.
في المقابل، أوضح شوقي أن هناك بعض التحديات التي تواجه النظام الجديد، أبرزها تطبيقه المفاجئ دون تهيئة مجتمعية كافية، إلى جانب أن تقليل عدد مقررات الثانوية العامة مؤخرًا جعلها خيارًا مريحًا لكثير من الطلاب، فضلًا عن بعض الملاحظات على توزيع نسب المواد، وتفاوت صعوبة توفير معلمين متخصصين في مجالات مثل البرمجة مقارنة بمسار الأعمال.
واختتم الخبير التربوي حديثه بالتأكيد على أن حرص الوزارة على تطبيق البكالوريا يعكس نيتها الصادقة في إنجاحه، ودعا إلى ضرورة استثمار فترة التحضير لتذليل العقبات وتعزيز ثقة الطلاب وأولياء الأمور بالنظام الجديد.