تزداد الأعباء الدراسية والضغوط النفسية المرتبطة بالالتحاق بالثانوية العامة بعد انتهاء المرحلة الإعدادية، وطرح الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، تصورًا شاملًا لبعض المعايير النفسية والتربوية والعملية التي ينبغي على الطالب وأسرته مراعاتها لاختيار المسار لبدائل الثانوية العام بعد الإعدادية.
وأوضح شوقي أن التعليم الثانوي العام لم يعد هو المسلك الوحيد نحو الجامعات أو سوق العمل، بل أصبح مليئًا بالتحديات، منها: الضغوط الواقعة على طلابه، وصعوبة مقرراته وامتحاناته، فضلاً عن عدم قدرة الكثير من خريجيه على الالتحاق بالجامعات، إلى جانب تكاليف الدروس الخصوصية والكتب الخارجية.
وأكد أن هناك مسارات بدائل الثانوية العامة تتيح فرصًا قوية، وتشمل:
أولاً: التعليم الفني التقليدي (صناعي وزراعي وتجاري) ويُفضل الالتحاق به في حال:
- عدم حصول الطالب على مجموع يؤهله للثانوي العام بفارق كبير
- إذا كان مستوى التحصيل متوسطًا أو أقل عبر السنوات
- إذا كان الطالب يميل للجوانب العملية
- ضعف الإمكانات الاقتصادية للأسرة
- انخفاض قدرة الطالب على مواجهة القلق الدراسي
- وجود مدرسة فنية قريبة من محيط السكن
ثانيًا: مدارس التكنولوجيا التطبيقية وهي مدارس حديثة، تقبل 80٪ من خريجيها في الجامعات التكنولوجية. ويُفضل الالتحاق بها إذا توفرت الشروط التالية:
- مجموع مناسب للمدرسة المطلوبة
- ميل الطالب للدراسة العملية
- توفر التخصص المطلوب في مدرسة قريبة
- انخفاض قدرة الطالب على تحمل ضغوط الثانوي العام
- وجود فرص عمل واضحة في التخصص المختار
ثالثًا: مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) وتتطلب هذه المدارس:
- مجموع مرتفع ودرجات قوية في الرياضيات أو العلوم أو اللغة الإنجليزية
- أن يكون التفوق ناتجًا عن قدرات حقيقية لا صدفة
- تفوق ملحوظ في المواد العلمية
- دافعية داخلية للاستمرار في التفوق
- قدرة على الاستقلال عن الأسرة نظرًا لنظام الإقامة الداخلية
- القدرة على تحمل ضغوط دراسية عالية
- جاهزية نفسية ومادية للالتحاق بمدرسة قد تكون بعيدة
- التكيف مع ظروف الإعاشة
- تحمل المسؤولية واتخاذ القرار المبكر
وأشار الدكتور تامر شوقي إلى أن هذه المسارات قد تكون أكثر ملاءمة لميول الطلاب وقدراتهم، بل وتفتح لهم فرصًا جامعية ومهنية مضمونة، بعكس الصورة النمطية عن تفوق الثانوية العامة فقط.
وشدد على أهمية ألا يندفع أولياء الأمور نحو الثانوية العامة دون دراسة دقيقة للبدائل، مشيرًا إلى أن كثيرًا من خريجي التعليم الفني والتكنولوجي باتوا يلتحقون بالجامعات أو يحصلون على فرص عمل حقيقية، مقارنة بأقرانهم من خريجي الثانوية العامة.
