نظمت كلية طب قصر العيني فعالية “Call for Life at Kasr AlAiny”، التابعة لمبادرة Donate Life Egypt،بهدف رفع الوعي حول التبرع بالأعضاء وأهميته في إنقاذ الأرواح وتحسين حياة آلاف المرضى.، وأكد الدكتور حسام صلاح مراد، أن مشروع زراعة الأعضاء ليس مجرد مشروع قومي، بل هو مسار طبي وإنساني كبير. وأوضح أن مستشفى قصر العيني، باعتباره أحد أكبر الصروح الطبية في مصر والمنطقة، يمتلك جميع المقومات اللازمة لقيادة هذا التوجه، حيث يستقبل أكثر من 2 مليون مريض سنويًا، ويضم أكثر من 6490 أستاذًا وطبيبًا وخبيرًا من أصحاب المهارات الطبية الرفيعة. وأشار إلى أن نجاح هذا المشروع يتطلب نشر ثقافة التبرع بالأعضاء في المجتمع المصري، وضرورة وجود حراك دائم ونشاطات متواصلة لتأكيد أهمية هذا الموضوع وتيسير الطريق أمام الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات والتشريعات اللازمة. وأكد أن توعية المجتمع هي البذرة الأساسية التي تساعد الدولة في تحويل هذا المسار إلى واقع فعلي.
واقيم المؤتمر فى قاعة المؤتمرات بالكلية تحت رعاية الأستاذ الدكتور حسام صلاح مراد، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، وبإشراف الأستاذ الدكتور عمر عزام، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وحضور وكيل الكليه لشئون التعليم والطلاب وبمتابعة وتنفيذ الأستاذ الدكتور مصطفى الشاذلي، أستاذ الجراحة العامة ورئيس فريق زراعة الكبد، ,بحضور طلاب الكلية، وأطباء الامتياز، وأعضاء هيئة التدريس المهتمين بمجال التبرع بالأعضاء،
وفال الدكتور عمر عزام مشددًا على أهمية هذا اللقاء الذي يتناول موضوعًا إنسانيًا حساسًا، ظل لفترة طويلة محاطًا بالجدل المجتمعي. وأشار إلى أن هذه الفعالية تمثل مرحلة متقدمة من مراحل الحل، لكنها لا تزال تحتاج إلى وعي واسع داخل المجتمع الأكاديمي والطبي، من طلبة وأطباء امتياز وهيئة تدريس. وأوضح أن الهدف هو خدمة المجتمع وخدمة المرضى، من خلال توفير بيئة أكثر أمانًا وصحة لكل المصريين.
الدكتور مصطفى الشاذلي أكد أن قصر العيني كان ولا يزال مؤسسة نابضة بقضايا الناس، وهو المكان الأنسب لخروج مثل هذه المبادرات التي تهدف لخدمة المجتمع. وأضاف أن رسالتنا لا تقتصر فقط على المعرفة، بل تمتد لتشمل العطاء والعمل المجتمعي، قائلاً إن العلم ليس فقط المعلومة، وإن العطاء ليس فقط للمادة، بل هو رسالة تُبنى بالتعليم وتكتمل بالفعل الإنساني. واختتم كلمته بتوجيه الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه الفعالية، وفي مقدمتهم الأستاذ الدكتور حسام صلاح، والأستاذ الدكتور عمر عزام، والأستاذ الدكتور جمال سعدي.
و ألقى الأستاذ الدكتور مجدي مسعد تميمي، أستاذ الجراحة العامة بالقصر العيني، محاضرة علمية ركز فيها على أهمية التكامل بين العمل المجتمعي والطبي في نشر ثقافة التبرع بالأعضاء. أعقب ذلك عرض مسرحي قدّمه فريق طلاب مسرح الكلية، تناول المفاهيم المغلوطة حول التبرع بالأعضاء، وقدم رسالة توعوية مبسطة بأسلوب درامي مؤثر. واستُكمل البرنامج بمحاضرة من الدكتور أسامة شوقي، تناول فيها الجوانب العلمية والدينية والاجتماعية المتعلقة بالتبرع، ثم اختُتم اليوم بحلقة نقاش مفتوحة شارك فيها جميع الأساتذة المتحدثين على المسرح، حيث أتيح للحضور طرح الأسئلة والاستفسارات، وتمت الإجابة عنها بشكل تفاعلي.
وفي ختام الفعالية، قدّمت الدكتورة مي حسب الله كلمة ختامية أكدت فيها على أهمية استمرار هذا الحراك التوعوي في كل كليات الطب والمجتمع المصري بشكل عام، ووجهت الشكر لكل القائمين على الفعالية، كما تم تقديم وجبة إفطار بسيطة للحضور، واختتم اليوم برسالة واضحة تؤكد أن التبرع بالأعضاء ليس فقط ضرورة طبية، بل هو فعل إنساني نبيل يعكس أرقى صور العطاء.