اعتبر الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، أن ما حدث في واقعة على واقعة رسوب جماعي لطلاب مدرسة كاملة في امتحانات الشهادة الإعدادية، يُمثّل كارثة تعليمية حقيقية تتطلب وقفة جادة ومراجعة شاملة لأدوار المؤسسات التربوية داخل المدرسة وخارجها.
وأكد شوقي أن رسوب طلاب مدرسة بالكامل لا يُمكن أن يكون صدفة أو خطأ فردي، بل يدل على انهيار متكامل في جميع عناصر العملية التعليمية داخل المدرسة، بدءًا من الإدارة والمعلمين، مرورًا بأساليب التقييم والمتابعة، وانتهاءً بعدم وجود أي تدخل تربوي فعال طوال العام.
وقال إن الواقعة تكشف غيابًا تامًا للدور التربوي والتعليمي للمدرسة، وعجزًا واضحًا في استخدام التقييمات الشهرية والأسبوعية في اكتشاف حالات ضعف التحصيل ووضع خطط علاج مبكرة، معتبرًا أن استمرار الطلاب في التحصيل الضعيف حتى الوصول إلى الشهادة الإعدادية دون تدخل، يعكس وجود حالة من “العمى التربوي” لدى المعنيين في المدرسة.
ورصد شوقي عددًا من الأسباب المحتملة لكارثة الرسوب، منها:
-
التستر على غياب الطلاب طوال العام الدراسي
-
ضعف الكفاءة المهنية أو النقص العددي لدى بعض المعلمين
-
غياب الرقابة الفعلية من إدارة المدرسة على سير الحصص
-
التأثيرات السلبية للبيئة المحيطة اجتماعيًا وثقافيًا
-
غياب الدعم النفسي وضعف الحافز الدراسي لدى الطلاب
-
اعتماد الطلاب على الغش الجماعي وغياب أدوات المراجعة الحقيقية
-
تراكم آثار التصعيد العشوائي من صفوف دراسية سابقة
-
أخطاء فنية في أساليب التقويم والقياس
وشدد الدكتور تامر شوقي على أن كل هذه الاحتمالات يجب ألا تُترك للتكهنات، بل يجب تشكيل لجنة تقصي تربوي لفحص حالة المدرسة كاملة، بدءًا من سجلات الغياب وحتى نتائج المتابعة الشهرية، وأداء المعلمين، ومدى الالتزام بخطط الوزارة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الحل لا يقتصر على محاسبة المسؤولين، بل يجب إطلاق خطة علاجية فورية تشمل:
-
برامج دعم نفسي وتربوي مكثف للطلاب
-
تدريب عاجل للمعلمين على أساليب التعليم التفاعلي
-
حملات توعية لأولياء الأمور
-
مراجعة المناخ التربوي للمدرسة
-
تكثيف الرقابة اليومية لضمان عدم تكرار هذا السيناريو الكارثي
وقال شوقي إن ما حدث يجب أن يكون “جرس إنذار” للنظام التعليمي، قبل أن يتحول الرسوب الجماعي من حالة فردية إلى ظاهرة.