يسعدنا أن نستضيف اليوم شخصية ملهمة ومثالاً يحتذى به في عالم الإصرار والنجاح، الفنان ورجل الأعمال المصري الإيطالي ناصر عطا الله، رحلة ناصر لم تكن مفروشة بالورود، بل بدأت من الصفر، ليشق طريقه بجهد وعزيمة في الغربة، ويؤسس لنفسه اسماً لامعاً في عالم الفن والاستثمار داخل إيطاليا اليوم، سنتعمق في مسيرته الاستثنائية، ونتعرف على التحديات التي واجهها، وكيف استطاع أن يحولها إلى فرص، ليصبح نموذجًا مضيئًا للمصريين والعرب الطموحين في الخارج. دعونا نرحب بضيفنا الكريم، ونبدأ حوارنا الشيق.
في البداية، إحكلنا… مين هو ناصر عطا الله؟ وإزاي بدأت رحلتك من قرية بسيطة في المنوفية لحد ما وصلت لإيطاليا؟
أنا ناصر عطا الله، من قرية بتبس محافظة المنوفية، بدأت رحلتي بحلم بسيط بس قلبه كبير، حلم إن يكون ليا مكان في الدنيا سافرت لإيطاليا وكنت مش شايل غير طموحي في قلبي، اشتغلت في كل حاجة، وبدأت من تحت الصفر، لكن كنت دايمًا مؤمن إني هقدر أوصل.
لما سافرت لإيطاليا… اشتغلت في حاجات بسيطة زي غسيل الأطباق إيه اللي كان جواك خليك تكمل وتكسر كل التحديات؟
كان جوايا إصرار كنت شايف قدامي أهلي وبلدي، والناس اللي بتتمنى تبقى مكاني ومش قادرة علي الوصول التحديات كانت كبيرة، بس كل مرة كنت بقع، كنت بقوم أقوى الإيمان بالله ثم بنفسي، كان هو اللي بيشجعني أكمل.
وصلت لامتلاك مطاعم كتير هناك… إحنا بنتكلم عن قصة كفاح حقيقية إيه كانت أول خطوة عملية أخدتها من عامل لمستثمر ناجح؟
أول خطوة كانت إنّي صدقت إني أقدر اشتغلت سنين، جمعت خبرة وفلوس بسيطة، وقررت أفتح أول مطعم مع صديق عندي لديه خبرة في المطاعم وتعلمت منه وانا كنت بنضف وبقدم الأكل وبحاسب الزباين بنفسي الصدق في الشغل وحب الناس، هما العامل الأساسي لنجاح المشروع وهو اللي كبر المشروع.
بالرغم من اندماجك في المجتمع الإيطالي… لسه عندك حب كبير لمصر إيه اللي خلاك تفكر تكتب كتاب عن خطورة الهجرة غير الشرعية؟
أنا واحد من اللي شاف بعينه معاناة الشباب اللي بيهاجروا غلط كتبت الكتاب عشان أوعي وأقول إن الطريق مش سهل، وإن النجاح مش بالسفر بس، النجاح بالإرادة مصر جوانا مهما بعدنا، وأنا شايف إن دوري أرجّع اللي تعلمته لبلدي.
والكتاب ده حقق صدى كبير، وتكريمات كتيرة… إحكينا أكتر عن ردود الفعل سواء من المجتمع الإيطالي أو من السفارة المصري؟
ردود الفعل كانت مفاجأة ليا، الناس في إيطاليا احترموا الرسالة جدًا، والسفارة المصرية دعمتني وشجعتني، حسّيت إن صوتي وصل، وإن الناس بدأت تفكر قبل ما تغامر.
نقلة كبيرة حصلت بعد الكتاب… دخلت عالم الفن والموسيقى وعملت أغنية فيها دمج بين العربي والإيطالي إزاي؟
أنا بحب الموسيقى، وبحب أوصل رسائل إيجابية من خلال الفن، فكرت أعمل دمج بين اللغتين عشان أقرّب الثقافتين من بعض، وأقول للعالم إن الفن بيجمع مش بيفرق.
فكرة إن مطرب إيطالي يغني بالعربي وإنت تغني بالإيطالي… كانت مغامرة توقعت النجاح الكبير ده؟
بصراحة، كنت خايف لكن لما غنينا سوا وحسيت تفاعل الناس، عرفت إن الخطوة كانت صح لما يبقى الفن صادق، بيوصل للقلوب بسرعة.
دلوقتي بقى اسمك مرتبط بالموسيقى والنجاح… إحكينا عن تجربتك الجديدة في التمثيل والفيلم المنتظر؟
أيوه، فعلاً بدأت خطوة جديدة في التمثيل، وهشارك في فيلم إيطالي بيحكي عن الهجرة والتعايش. الدور قريب من قلبي، وحاسس إنه هيوصل رسالة مهمة برضه. السينما تحدي جديد، بس أنا بحب التحديات.
حصلت على تكريم من البابا فرنسيس شخصيًا… ممكن تشاركنا اللحظة دي كانت عاملة إزاي بالنسبالك؟
دي لحظة من العمر وقوفي قدام البابا، وتكريمي على مجهودي في دمج الثقافات ومساعدة الجاليات، كان شرف كبير ومسؤولية كمان. حسّيت إن ربنا بيكافئني على كل التعب.
قدمت أغنية لدعم السياحة المصرية… إيه الرسالة اللي بتحب توصلها من خلال شغلك وحياتك في الغربة؟
رسالتي بسيطة: ما تنساش بلدك مصر فيها جمال مش موجود في حتة تانية، ولازم نروج ليها ونفخر بيها كل نجاح ليا في الخارج، هو كمان نجاح لبلدي وأنا شخصيا أدرس السوق المصري لنقل استثمارتي داخل مصر وخصوصا أنها أمن دولة في العالم.