فى ضربة انتقامية للثأر مما فعلته إسرائيل باستهدافها أهم علمائها فى الطاقة الذرية قامت إيران أمس بضرب أهم المراكز العلمية فى إسرائيل وهو معهد وايزمان للعلوم.. أهم مراكزها العملية وتعتبره دولة الكيان قاطرة نهضتها العلمية وعقلها المبتكر لأخطر برامج وتقنيات الذكاء الصناعى وتطبيقاتها العسكرية والتجسسية ويختلف عن غيره من الجامعات الإسرائيلية في أنه يوفر برامج لدراسة العليا فقط ويقتصر على تعليم العلوم الطبيعية فقط.
المعهد أسسه فى فلسطين المحتلة الكيميائى الروسى الصهيوني (حاييم وايزمان) عام ١٩٣٤ قبل إعلان قيام دولة الكيان المحتل عام ١٩٤٨ ب ١٤ سنة كاملة. كان وايزمان المولود فى روسيا من أهم الآباء المؤسسين لدولة الكيان المحتل وقد نجح أثناء الحرب العالمية الأولى وبوصفه عالم كيمياء فى تطوير طريقة متقدمة فى التخمر الصناعى أدت إلى انتاج كميات ضخمة من مادة الأسيتون التى يتم تحويلها بعمليات بسيطة إلى مادة متفجرة تسمى ” كوردات” وسارع وايزمان بإهداء هذا الإنجاز العلمى إلى بريطانيا التى استفادت منه فى إنتاج أسلحة شديدة التفجير ساعدتها فى الحرب العالمية الأولى، ثم قدم وايزمان لبريطانيا إنجازه الأهم عن تسيير السفن العملاقة بوقود سائل بدلا من الفحم ، ومقابل هذا حصل على وعد بلفور بمنح فلسطين للصهاينة بعد انتهاء الحرب.
وكان أهم وأعمق انجاز حققه وايزمان بعد ذلك هو إنشاء معهد التخنيون أى معهد التقنيات المتخصص فى الدراسات العلمية بعد الجامعية وخصوصا فى الرياضيات والكيمياء والفيزياء ، وتمكن من ذلك فعلا وتم افتتاح المعهد عام ١٩٣٤
والحقيقة أن هذا المعهد الذى قدم خدمات علمية كبيرة لاسرائيل و تحول خلال عقود إلى النبع الأساسى الذى خرجت منه كل البحوث التطبيقية العلمية التى مكنت إسرائيل من التقدم العلمى الكاسح فى مجالات علمية شديدة الأهمية مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات والزراعة وعلوم الحاسوب والصناعات المتقدمة فى كل المجالات، وقد حصل عدد من باحثيه على جوائز علمية مرموقة من بينها ٣ جوائز نوبل على الأقل.
وجدير بالذكر أن الرئيس جمال عبد الناصر كان قد انتبه إلى خطورة هذا المعهد فأصدر قرارا جمهوريا عام ١٩٥٥ بإنشاء المركز القومى للبحوث لتنافس به مصر دولة اسرائيل فى ملاحقة التقدم العلمى.