أثارت بطاقات الوصف الوظيفي الجديدة الصادرة عن الأزهر الشريف، والتي تشترط أن يكون المتقدم لوظائف الإشراف (شيخ معهد، وكيل، مدير إدارة) “خريج أزهري من تخصص شرعي أو عربي فقط”، جدلاً واسعًا واستياءً بين جموع المعلمين، خاصةً معلمي المواد الثقافية، يرى المنتقدون أن هذا القرار يمثل إقصاءً غير مبرر ويتعارض مع مبادئ العدالة والكفاءة.
شروط جديدة ومهام غير متخصصة
تنص بطاقات الوصف الوظيفي الجديدة على مهام إشرافية عامة مثل وضع الخطط الإشرافية، تقييم الأداء التربوي، تنظيم العملية التعليمية، الإشراف على البرامج التدريبية، وتطوير الأداء المؤسسي. يؤكد معلمون أن هذه المهام لا تتطلب بالضرورة تخصصًا شرعيًا أو عربيًا حصريًا، وأن معلمي المواد الثقافية (مثل اللغة الإنجليزية، الرياضيات، العلوم، الدراسات، الحاسب الآلي)، سواء كانوا خريجي الأزهر أو كليات التربية والتعليم، يمتلكون الكفاءة اللازمة للقيام بها.
رد الأزهر يثير التساؤلات
جاء رد قطاع المعاهد الأزهرية على شكاوى الزملاء بمجلس الوزراء بأن اللجنة المشكلة لإعداد بطاقات الوصف الوظيفي الجديدة “رأت أن وظيفة الإدارة الأزهرية لا بد أن يكون المتقدم أزهريًا طبقًا للمهام التي يقوم بها ” وهو تفسير يرى الكثيرون أنه غير مقنع ولا يستند إلى مبررات واضحة تتعلق بمهام الوظيفة الإدارية نفسها.
اتهامات بمخالفة القانون والدستور
يستند المعترضون على القرار إلى عدة مواد قانونية ودستورية تؤكد على مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة ورفض التمييز في شغل الوظائف العامة. يشمل ذلك:
* الدستور المصري (المواد 9 و14 و53): التي تضمن المساواة وتكافؤ الفرص.
* قانون كادر المعلمين (156 لسنة 2007): الذي يشير إلى أن التعيين والترقية في المناصب القيادية يقوم على الكفاءة والتقييم.
* قانون الخدمة المدنية (81 لسنة 2016): الذي يفرض معايير شفافة ومنصفة لاختيار الموظفين.
* قانون تنظيم الفتوى (86 لسنة 2025): الذي يحصر جهات الفتوى الشرعية في هيئات مختصة، مما يلغي أي مبرر لتقييد الوظائف الإدارية بتخصص شرعي أو عربي بداعي الفتوى.
مخاوف من إقصاء تدريجي
يتساءل المعلمون عن توقيت فرض هذه الشروط التي لم تكن موجودة في البطاقات القديمة، معربين عن مخاوفهم من أن تكون هذه الخطوة مجرد بداية لـ “رحلة إقصاء تدريجية” لفئة كبيرة من المعلمين داخل المؤسسة الأزهرية.
يطالب المعلمون بفتح باب الترشح للجميع على أساس الكفاءة فقط، وإلغاء الشروط الجديدة التي يرونها تمييزية وغير مبررة، وتتناقض مع جوهر المهام المطلوبة في الوظائف الإشرافية. بطاقات الوصف الوظيفي