في إنجاز علمي جديد يعكس مكانة مصر الإقليمية والدولية في مجال علوم البحار، نجح المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد في تنظيم فعالية دولية موسعة على هامش مؤتمر الأمم المتحدة بالمنطقة الزرقاء المنعقد في مدينة نيس الفرنسية، أسفرت عن تشكيل أكبر تحالف دولي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في قياس وتحليل البيانات البحرية، وتطبيقها في برامج الحفاظ على البيئة الساحلية والتكيف مع آثار التغير المناخي.
جاءت الفعالية بتنظيم مباشر من المعهد، بناءً على توجيهات الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبدعم من الدكتورة عبير منير رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، في إطار استراتيجية الوزارة لتعزيز التعاون الدولي ونقل التكنولوجيا الحديثة.
وشهد الحدث مشاركة رفيعة المستوى من شخصيات دولية بارزة في مجال علوم البحار، من بينهم: د. لتيشيا كارفالوا، السكرتير العام للسلطة الدولية لقاع المحيطات. د. يوتاكا، رئيس اللجنة الحكومية لعلوم المحيطات باليونسكو، نائب وزير الموارد الطبيعية في الصين، و رئيس أكاديمية العلوم الفرنسية، فضلا عن رئيس جامعة المحيط بالصين، ورئيس المعهد الأول لعلوم البحار في الصين
وقد أعلن الدكتور عمرو زكريا حمودة، نائب رئيس اللجنة الحكومية لعلوم المحيطات باليونسكو، ورئيس لجنة الخبراء للمخاطر البحرية وموجات التسونامي، أن الفعالية أسفرت عن التوصل إلى اتفاق لتدشين تعاون مشترك بين المركز الصيني-الأفريقي ومركز التدريب التابع للسلطة الدولية لقاع البحار لأفريقيا – ومقرهما في مصر – لتطبيق نظم الذكاء الاصطناعي في مراقبة النظم البيئية البحرية، وتحليل المخاطر الطبيعية المرتبطة بالتغيرات المناخية.
وأكد “حمودة” أن الاتفاق يشمل التعاون العلمي مع أكاديمية العلوم بفرنسا وجامعة علوم البحار بالصين، ما يمثل أحد أضخم تجمعات علمية دولية تُعنى باستخدام الذكاء الاصطناعي في علوم البحار والمصايد، خاصة في ما يتعلق ببناء القدرات لدول القارة الأفريقية، والارتقاء بآليات البحث البحري ومراقبة الظواهر المناخية.
ويعكس هذا التعاون الدولي رؤية مصر المستقبلية في تبني أدوات التكنولوجيا الحديثة لمواجهة التحديات البيئية، ودعم التنمية المستدامة للموارد البحرية، بما يرسخ ريادتها العلمية في واحدة من أكثر القضايا الاستراتيجية في القرن الحادي والعشرين.