بالأمس كنت فى حرم جامعة القاهرة ليلاً فى مناقشة دكتوراه بكلية الآداب وخرجنا الى ساحة الحرم مجموعة من خريجيها من أجيال مختلفة من خريجى السبعينات والثمانينات والتسعينات كان لسان حالنا جميعا ينطق بكلمة الله على جامعتنا العريقة فمشهدها ليلًا بدون الزحام ولا السيارات التى تخصم من جمال مشهدها ومع سريان نسيم الهواء المتدفق من كل اتجاهاتها ليلامس اشجارها وووردها الجميلة بتناغم وسيمترية مع أضواء القبة وساعتها الشهيرة ..فى صورة تعكس فعلاً جمال وقيمة وعراقة جامعتنا ليعيد لنا صورة الجامعة التى كنا نشاهدها أبيض وأسود أبان فترة الخسمينات والستينات
حسنا فعلت جامعة القاهرة بالبدء فى استعادة هويتها البصرية أو بمعنى ادق وضع خطة موحدة لجميع منشآت الجامعة ومرافقها لتحقيق التوازن بين اصالة مبانيها الكلاسيكية ومتطلبات الجامعة الذكية ولكن !! هناك نشوذ او تشوه بصرى عمرانى فى حرم الجامعة يرجع لمنتصف التسعينات عندما قررت الجامعة بناء مبنى كلية الاعلام فى اخر الحرم الجامعى بنظام معمارى منفصل كلياً عن الشكل المعمارى لجميع مبانى الجامعة لدرجة انك تشعر بأنه مبنى شركة أو مجمع خدمات وليس كلية من كليات الجامعة فى نشاز معمارى واضح مع باقى كليات الحرم ناهيك عن مبنى الامتحانات وان كان أخف تشوها من مبنى كلية الاعلام بطبيعة دوره .والسؤال لماذا لم تبنى الكلية على الطراز الكلاسيكى الراقى التاريخى للجامعة كلها ؟ فى الوقت الذى انشئت فيه جامعة القاهرة الدولية فى الشيخ زايد على نفس الطراز المعمارى للجامعة الأم مع تحقيق التوازن طبعا بين الأصالة والمعاصرة لذا اتساءل كيف سيتم تدارك هذا النشاز المعمارى فى توحيد او تنسيق الهوية البصرية للحرم ؟ أم سيترك أمرها من منطلق ماباليد حيلة؟ سؤال للمسئولين عن تنفيذ خطة الهوية .
كذلك أرجو أثناء تنفيذ خطة الهوية البصرية ان يوضع فى الاعتبار استعادة الهوية البصرية للقاعة الكبرى للاحتفالات والمسرح , فى كل مرة احضر فيها مناسبة اُصُدم بتغيير غير متناسق على الاطلاق لامع تاريخ القاعة ومكانتها ولا مع سياقها الديكورى العام، وأحد أهم ملامح هويتها هى المقاعد التاريخية التى لطالما استقبلت ضيوف من خارجها بل ومن خارج مصر ولاتزال عيوننا تطالع حفلات الست أم كلثوم بانبهار وفخر بهذه القاعة الفريدة فى مكانتها وتاريخها وتفاصيلها العريقة ومنها المقاعد والوانها وسجادها..ففوجئت فى مرة بتغيير لون الموكيت او السجاد الى لون ازرق وهو لون نشاز مع بقية الوان القاعة وستائرها ومرة أخرى خلال استقبال ماكرون رئيس فرنسا ..كانت صفوف المقاعدالتالية لصفوف المسئولين مغطاة بكسوة رديئة جدا وغير مناسبة على الاطلاق وكان معظمها يتدلى من مكانه بطريثة عشوائية
ليت المسئولين عن الهوية بلتزموا بهويتها البصرية لانها بالفعل هى واجهة الجامعة واهم ملامح هويتها .
اما عن سبب هذه االسطور السابقة فهى السطور التالية التى جائتنى تحمل خبر اجتماع لجنة الهوية البصرية للحرم الجامعي، للحفاظ على طابعها المعماري المتميز وتعزيز هويتها البصرية الموحدة.والتى أكد فيها رئيس الجامعة د محمد سامى صادق على أهمية الحفاظ على الهوية البصرية للجامعة بما يعكس عراقة تاريخها ويصون طابعها المعماري الفريد، مشيرًا في الوقت ذاته إلى ضرورة تحقيق التوازن بين أصالة المباني الكلاسيكية ومتطلبات الجامعات الذكية. وشدد على أن تطوير الهوية البصرية لابد أن يستند إلى رؤية واضحة تشمل خططا قصيرة وطويلة المدى، تراعي الطابع المعماري المميز للجامعة وتطلعاتها المستقبلية.
وترأس لجنة الهوية البصرية د.غادة عبد الباري القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وتضم في عضويتها نخبة من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس، من بينهم الدكتور محمد رفعت عميد كلية التخطيط الإقليمي والعمراني، والدكتور محسن صالح عميد كلية الآثار، بالإضافة إلى أمين عام الجامعة، والقيادات الإدارية المعنية.
و أكدت د.غادة أن لجنة الهوية البصرية تسعى إلى وضع تصور متكامل وشامل لتطوير الهوية البصرية لجامعة القاهرة، يتضمن المحافظة على السمات المعمارية والتاريخية للحرم الجامعي، مع تطوير العناصر البصرية المرتبطة باللافتات، والشعارات، والألوان، والواجهات، بما يحقق التناسق والتميز البصري في مختلف كليات الجامعة ومرافقها.
لم يتبق لنا الا انتظار النتائج وما تسفر عنه لجنة هوية جامعتنا الأم .