تعد مناسك الحج من أعظم العبادات في الإسلام، حيث يؤدي المسلمون فريضة الحج بشوق وحب إلى بيت الله الحرام، تتميز مناسك الحج بتسلسل دقيق من الخطوات التي يجب على الحاج اتباعها تماماً كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في هذا الدليل الشامل، نستعرض خطوات مناسك الحج بالترتيب الصحيح، ونقدم نصائح قيمة لتسهيل رحلة الحج على الحجاج.
“خذوا عني مناسككم” – حديث شريف
متى تبدأ مناسك الحج و متى تنتهي؟
تبدأ مناسك الحج في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة (أحد أشهر الحج)، المعروف بـ”يوم التروية”، حيث يتوجه الحجاج إلى منى للمبيت بها ، وتستمر حتى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، حيث يؤدى طواف الوداع، وهو آخر خطوة في إتمام الحج.
الجدول الزمني لمناسك الحج:
- 8 ذو الحجة: يوم التروية – التوجه إلى منى
- 9 ذو الحجة: يوم عرفة – الوقوف بعرفة ثم المبيت بمزدلفة
- 10 ذو الحجة: يوم النحر – رمي الجمرة والذبح والحلق وطواف الإفاضة
- 11-13 ذو الحجة: أيام التشريق – رمي الجمرات الثلاث
مناسك الحج بالترتيب
إليك ترتيب مناسك الحج بالتفصيل، لضمان أداء مناسك الحج بالشكل الصحيح:
-
الإحرام
يبدأ الحاج بالإحرام من الميقات المكاني المحدد لكل منطق ة، مع نية الدخول في النسك. ويُعتبر الإحرام من أركان الحج الأساسية التي لا يصح الحج بدونها.
- للرجال: ارتداء إزار ورداء أبيضين
- للنساء: لباس شرعي دو ن تغطية الوجه والكفين
- يستحب: الاغتسال والتطيب قبل الإحرام
-
طواف القدوم
عند وصول الحاج إلى مكة المكرمة، يطوف سبعة أشواط حول الكعبة، بدءاً من الحجر الأسود وانتهاءً به، هذا الطواف سنة للمفرد والقارن، وواجب للمتمتع.
-
السعي بين الصفا والمروة
بعد الطواف، يسعى الحاج بين الصفا والمروة سبعة أشواط، بدءاً بالصفا وانتهاءً بالمروة. ويُعتبر السعي ركناً من أركان الحج عند جمهور العلماء.
-
يوم التروية (8 ذو الحجة)
يتوجه الحاج إلى منى، ويصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ويبيت هناك. هذا المبيت من سنن الحج المؤكدة.
-
يوم عرفة (9 ذو الحجة)
بعد شروق الشمس، يغادر الحاج منى إلى عرفة للوقوف بها حتى غروب الشمس، الوقوف بعرفة ركن أساسي في مناسك الحج، ومن فاته الوقوف فقد فاته الحج.
-
المبيت بمزدلفة
بعد غروب شمس يوم عرفة، يتوجه الحاج إلى مزدلفة، ويصلي بها المغرب والعشاء جمع تأخير، ويبيت هناك حتى الفجر، المبيت بمزدلفة واجب من واجبات الحج.
-
يوم النحر (10 ذو الحجة)
- رمي جمرة العقبة الكبرى: يرمي الحاج سبع حصيات متتاليات على الجمرة الكبرى.
- ذبح الهدي: يذبح الحاج الهدي (للمتمتع والقارن).
- الحلق أو التقصير: يحلق الرجل رأسه أو يقصر شعره، وتقصّر المرأة من شعرها قدر أنملة.
- طواف الإفاضة: يعود الحاج إلى مكة ليطوف طواف الإفاضة، وهو ركن من أركان الحج.
- السعي: يسعى الحاج بين الصفا والمروة إذا لم يكن قد سعى بعد طواف القدوم.
بعد هذه الأعمال، يتحلل الحاج التحلل الأكبر، ويحل له كل ما كان محظوراً عليه أثناء الإحرام.
-
أيام التشريق (11-13 ذو الحجة)
في كل يوم من هذه الأيام، يرمي الحاج الجمرات الثلاث (الصغرى، الوسطى، الكبرى) بسبع حصيات لكل جمرة بعد الزوال، المبيت بمنى في هذه الأيام واجب من واجبات مناسك الحج.
-
طواف الوداع
قبل مغادرة مكة يطوف الحاج طواف الوداع، وهو واجب على غير أهل مكة، ويُعفى منه الحائض والنفساء بهذا الطواف، يُتم الحاج مناسك الحج ويكمل رحلة الحج المباركة.
الممنوعات أثناء أداء مناسك الحج
أثناء أداء مناسك الحج، هناك مجموعة من المحظورات التي يجب على الحاج الالتزام بتجنبها بعد الإحرام، سواء كان رجلاً أو امرأة.
المحظورات المشتركة بين الرجال والنساء
- إزالة الشعر أو تقليم الأظافر: يحرم على المحرم قص شعر الرأس أو أي جزء من الجسم، وكذلك تقليم الأظافر، إلا إذا كان هناك ضرورة طبية.
- استخدام الطيب: يمنع استعمال العطور أو أي مادة ذات رائحة زكية على البدن أو الملابس بعد الإحرام.
- الجماع ومقدماته: يحرم الجماع أثناء الإحرام، ويُعتبر من أعظم المحظورات التي تفسد الحج إذا حدث قبل التحلل الأول.
- عقد النكاح أو الخطبة: لا يجوز للمحرم أن يعقد الزواج لنفسه أو لغيره، ولا أن يخطب امرأة.
- قتل الصيد البري أو الإعانة عليه: يحرم على المحرم صيد الحيوانات البرية أو المشاركة في ذلك بأي شكل.
المحظورات الخاصة بالرجال
- لبس المخيط: يمنع على الرجل المحرم ارتداء الملابس المفصلة التي تحيط بالجسم أو جزء منه، مثل القمصان أو السراويل.
- تغطية الرأس: لا يجوز للرجل تغطية رأسه بغطاء ملاصق، مثل العمامة أو الطاقية.
المحظورات الخاصة بالنساء
- تغطية الوجه: يمنع على المرأة المحرمة تغطية وجهها بالنقاب أو البرقع، ولكن يجوز لها تغطية وجهها بغيرهما عند وجود رجال أجانب.
- لبس القفازين: لا يجوز للمرأة المحرمة ارتداء القفازين، ولكن يمكنها تغطية يديها بغيرهما.
ملاحظات هامة:
إذا ارتكب المحرم أحد هذه المحظورات عمداً، فقد يترتب عليه فدية أو كفارة، حسب نوع المحظور وظروف ارتكابه.
في حالات الجهل أو النسيان، لا يُؤاخذ المحرم، ولا تجب عليه الفدية.