في مشهد يعكس تصاعد الحضور النسائي في ساحات البحث العلمي والابتكار، احتضنت الجامعة الألمانية بالقاهرة فعاليات مؤتمر دولي رفيع المستوى تحت عنوان “المرأة في العلوم التجريبية والقيادة والاستدامة”، وذلك على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة باحثين وباحثات من أربع قارات.
جاء هذا الحدث العلمي المهم تحت رعاية مؤسسة ألكسندر فون هومبولت، ليشكّل منصة حوارية عالمية تدعم تمكين المرأة في مجالات STEM، وتبرز نماذج نسائية حققت إنجازات لافتة على الساحة الدولية.
أكدت الدكتورة رشا حنفي، استاذ التحليل الدوائي ووكيل كلية الصيدلة بالجامعة الألمانية بالقاهرة، ورئيس مؤتمر “المرأة في العلوم التجريبية والقيادة والاستدامة”، أن المؤتمر يمثل منصة دولية ملهمة لتسليط الضوء على الدور الحيوي للمرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والقيادة، مشيرة إلى أن “لكل امرأة مشاركة في المؤتمر قصة كفاح أعقبها نجاح لافت في مسيرتها العلمية والبحثية، وهي دليل حي على أن التفوق لا يعرف جنسًا أو حدودًا، وإنما يُبنى على الإرادة والعلم”.
جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات مؤتمر ” المرأة في العلوم التجريبية والقيادة والاستدامة” الذي نظمته الجامعة الألمانية بالقاهرة على مدار ثلاثة أيام، تحت رعاية مؤسسة ألكسندر فون هومبولت، وبمشاركة نخبة من العلماء والباحثات من أربع قارات، تمثل دول: مصر، ألمانيا، نيجيريا، والبرازيل، بالإضافة إلى خريجات بارزات من الجامعة الألمانية حققن إنجازات دولية مرموقة.
وأضافت حنفي في كلمتها أن المؤتمر يعكس نهج الجامعة في دعم التنوع والتميّز، ويعزز من دور الدبلوماسية العلمية في وقت يشهد العالم تحديات متزايدة، قائلة: “نلتقي هنا كباحثين وباحثات، لنثبت أن التعاون العلمي العابر للحدود لا يزال ممكنًا وضروريًا لبناء مستقبل أكثر عدالة واستدامة”.
وأشارت إلى أن المؤتمر يتضمن خمس جلسات علمية محورية، وجلسات نقاش، وتدريبات تخصصية لصغار الباحثين، بالإضافة إلى جلسات للملصقات العلمية والعروض الشفوية، في إطار يهدف إلى تحفيز التبادل المعرفي وتمكين الجيل الجديد من الباحثات، مؤكدة أن المرأة أصبحت في طليعة الاكتشافات العلمية، ومنهن من حصلن على جوائز دولية مرموقة، وتجاوزن الأعراف التقليدية منذ عهد مصر القديمة.
وتطرقت حنفي إلى مساهمة برنامج “Mentoring for Women in the Humboldt Network”، الذي يربط أكثر من 100 باحثة ضمن شبكة هومبولت العالمية، للعمل المشترك على قضايا مهنية، لافتة إلى أهمية هذه المبادرات في بناء مجتمع علمي أكثر إنصافًا واحتواءً.
واختتمت حنفي حديثها بالإشادة بدور الجامعة الألمانية بالقاهرة، واصفة إياها بأنها “بيئة أكاديمية رائدة ومؤسسة تؤمن بأن التنوع إثراء، وتوفر الفرص المتكافئة للنساء في كافة التخصصات، ما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في تمكين المرأة في التعليم العالي والبحث العلمي”.
يأتي تنظيم هذا المؤتمر الدولي في سياق أوسع تؤكد فيه الجامعة الألمانية بالقاهرة التزامها المتجدد بدعم التنوع، وتكافؤ الفرص، وتمكين الكفاءات العلمية دون تمييز. كما يعكس الحدث مدى فاعلية الدبلوماسية العلمية كوسيلة لتعزيز التعاون بين العقول اللامعة من مختلف الثقافات والخلفيات، في مواجهة التحديات العالمية المشتركة. ومن قلب هذا التجمع الأكاديمي، تتجدد الدعوة للاستثمار في النساء الباحثات، باعتبارهن قوة فاعلة في تشكيل مستقبل أكثر استدامة وعدالة.