أكد الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، خلال كلمته في افتتاح المؤتمر العلمي السنوي لكلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة، أن مصر تمتلك رصيدًا ضخمًا من الإنتاج البحثي، لكن لا بد من توجيهه نحو خدمة الصناعة والاقتصاد، قائلًا: “30٪ من الأبحاث الدولية التي نُشرت من مصر يتم استغلالها صناعيًا في دول أخرى.
وأضاف أن القطاع الطبي يُعد من أبرز مجالات البحث العلمي في مصر، حيث يمثل 24٪ من إجمالي النشر الدولي خلال السنوات الماضية، ما يؤكد أهمية تسخير هذا التميز البحثي لتطوير حلول صحية ومنتجات طبية تخدم المواطن المصري وتدعم الأمن الصحي القومي.
وأشار الدكتور عاشور إلى أن الوزارة ماضية في دعم منظومة التعليم الطبي والبحث العلمي، موضحًا أن الرؤية المستقبلية للمؤتمر تنسجم مع توجه الدولة نحو الابتكار والاعتماد على القدرات الذاتية، وأن التحول نحو التصنيع الطبي المحلي لم يعد خيارًا، بل ضرورة حتمية لضمان الأمن الصحي والاقتصادي، مؤكدًا أن الوزارة تلتزم بدورها المحوري في تطوير التعليم الطبي، وتعزيز البحث العلمي، وتطوير التدريب الإكلينيكي بما يتماشى مع رؤية الدولة المصرية لبناء منظومة صحية مستقلة ومبتكرة.
وشدد الوزير على أهمية المؤتمر كمنصة علمية تفتح آفاق التعاون بين مؤسسات التعليم والبحث من جهة، وقطاع الصناعة من جهة أخرى، لتسريع توطين الصناعات الطبية وتقليل الاعتماد على الاستيراد، ما يعزز من تحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم الاقتصاد الوطني، مشيدًا في الوقت نفسه بالدور المحوري لمستشفيات قصر العيني كصرح تعليمي وعلاجي رائد يقدم خدماته لملايين المرضى سنويًا.
كما أشاد بإطلاق البرنامج التدريبي الجديد في قصر العيني، معتبرًا إياه نموذجًا ناجحًا للتكامل الأكاديمي الدولي، ورافدًا مهمًا لتطوير منظومة التعليم الطبي في مصر، موضحًا أن هذه الجهود تأتي في إطار دعم الجامعات للتحول نحو الجيل الخامس، وتعزيز قدراتها في الابتكار والتنافسية.
وأشار الوزير إلى أن تطوير التعليم الطبي لا يقتصر على المناهج فحسب، بل يشمل أيضًا توسيع البرامج الدولية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك، إطلاق مسار تدريس الطب باللغة الفرنسية في قصر العيني، والذي يهدف إلى جذب الطلاب من الدول الناطقة بالفرنسية، خاصة من إفريقيا، مؤكدًا أن هذا التوجه جاء استجابة لتحدٍ واضح في استقطاب هذه الفئة من الطلاب.
وأضاف الوزير أن 73٪ من الطلاب الوافدين في مصر يدرسون في كليات الطب، وهو ما يعكس الثقة الإقليمية والدولية في التعليم الطبي المصري، مشيرًا إلى أن أغلب هؤلاء الطلاب يأتون من دول آسيا، والهند، والصين، والدول العربية، والقارة الإفريقية، وهو ما يعزز من مكانة مصر كوجهة تعليمية رائدة في المنطقة.
كما استعرض الوزير حجم التطوير الذي تشهده مستشفيات قصر العيني، سواء على مستوى البنية التحتية أو إدخال التقنيات الحديثة، لافتًا إلى تطبيقات الروبوت الجراحي كخطوة نوعية في تقديم الخدمات العلاجية المتقدمة، إلى جانب ابتكارات مثل الحلقات المطاطية لعلاج السمنة، ما يعكس تطور الأداء الجراحي وتقدم مصر في الطب الحديث.
واختتم الوزير بالإشارة إلى تفوق الجامعات المصرية في التصنيفات الدولية، حيث تم إدراج 13 جامعة مصرية في تصنيف “شنغهاي” في مجال علوم الصيدلة، وتقدمت جامعة القاهرة ضمن الفئة من 151 إلى 200 عالميًا، كما تم إدراج 23 جامعة في تصنيف “التايمز” لعام 2025 في مجالي الطب والصحة العامة، إلى جانب تصنيف 6 جامعات مصرية ضمن أفضل 500 جامعة عالميًا في المجال الطبي وفقًا لتصنيف QS لعام 2024، حيث تصدرت جامعة القاهرة هذا الإنجاز بحصولها على المرتبة 179 عالميًا، ما يعكس ريادتها التاريخية في دعم التعليم والبحث الطبي في مصر والمنطقة.