شهد المؤتمر العلمي السنوي لكلية طب قصر العيني، المنعقد تحت عنوان “نحو مجتمع طبي مبتكر”, مشاركة رفيعة المستوى من قيادات الدولة في قطاعي التعليم العالي والصحة، حيث أكد المتحدثون على مكانة قصر العيني التاريخية ودوره الحيوي في تطوير منظومة الطب والتعليم والبحث العلمي في مصر والمنطقة.
وفي كلمته، قال الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، إن كلية طب قصر العيني تُعد أعرق كليات الطب في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، وهي “نبضٌ للعطاء ومهدٌ للعلم المتجدد”، مشددًا على أن الجامعة أولت اهتمامًا خاصًا بالبحث العلمي التطبيقي الذي “يحقق عائدًا ملموسًا للباحث وللوطن”، مضيفًا: “عملنا على هذا الملف وحققنا نتائج طيبة”.
وأوضح عبد الصادق أن جامعة القاهرة أطلقت سياسة واضحة للملكية الفكرية تتضمن كل ما يتعلق بالابتكار، إلى جانب استراتيجية شاملة تقوم على أربعة محاور رئيسية، على رأسها الابتكار. كما أشار إلى أن الجامعة جعلت **الذكاء الاصطناعي متطلبًا أساسيًا للطلاب وأعضاء هيئة التدريس**، تماشيًا مع التوجهات العالمية.
وفي إطار مساهمة الجامعة في التنمية الوطنية، أشار رئيس الجامعة إلى مشاركة القاهرة في مبادرة تحالف وتنمية من خلال خمسة مشروعات متنوعة بالتعاون مع جامعات إقليم القاهرة الكبرى ومؤسسات صناعية، مؤكدًا أن “قصر العيني هو روح تسكن ذاكرة الوطن”.
من جانبه، أكد الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن مصر بحاجة إلى تحويل أبحاثها العلمية إلى صناعات حقيقية، مشيرًا إلى أن نحو 30% من الأبحاث المصرية المنشورة دوليًا يتم تحويلها إلى صناعات في دول أخرى.
وأشار إلى أن القطاع الطبي يُسهم بنسبة 24٪ من إجمالي النشر الدولي في مصر، مما يعكس حجم التقدم العلمي، لكنه يحتاج إلى الربط بالتطبيقات الصناعية. ولفت إلى أهمية تدريس الطب باللغة الفرنسية في قصر العيني لتلبية احتياجات الطلاب الناطقين بالفرنسية من إفريقيا والدول الأخرى، مؤكدًا استمرار دعم الوزارة لكلية طب قصر العيني.
وأوضح أن 73٪ من الطلاب الوافدين في مصر يدرسون في كليات الطب، ومعظمهم من آسيا وأفريقيا والهند والصين والدول العربية، وهو ما يعزز من الدور الإقليمي والدولي لمصر كمركز للتعليم الطبي.
أما الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية ووزير الصحة والسكان، فقد تحدث بروح اعتزاز وتقدير قائلاً: “حضرت قصر العيني وأنا في الـ16 من عمري، ولا زلت أراه منارةً للعلم تخرج أجيالاً من العظماء في مصر والعالم”.
وأكد أن “قصر العيني هو أصل الطب والعلم في المنطقة”، مشددًا على ضرورة أن يقود هذا الصرح الريادة في استخدام التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي في الطب.
وأشار إلى أن العالم يشهد تحولًا جذريًا في الرعاية الصحية خلال العقود القادمة، وأن الذكاء الاصطناعي سيكون له دور محوري في مجالات التشخيص والعلاج، مؤكدًا أن قصر العيني يجب أن يكون في مقدمة هذا التحول.
واختتم كلمته بقوله: “نحن هنا في قبلة الطب في الشرق الأوسط، نعلم ونقود أجيالاً، وعلينا أن نستثمر هذه المكانة لتخريج أطباء قادرين على صناعة مستقبل صحي أكثر تقدمًا وإنسانية”.