شهد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، فعاليات إطلاق المرحلة التنفيذية من مشروع الجينوم المصري وتسليم عينات الجينوم الرياضي، بحضور لفيف من الوزراء وكبار المسؤولين، وذلك في إطار توجه الدولة المصرية نحو توظيف أحدث العلوم والتقنيات الجينية في بناء الإنسان المصري.
مشروع وطني غير مسبوق في الشرق الأوسط
صرّح الدكتور أيمن عاشور بأن مشروع الجينوم المصري هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط وإفريقيا باستثمارات بلغت 2 مليار جنيه مصري، مشيرًا إلى أنه يمثل نقلة نوعية في تاريخ الطب والبحث العلمي في مصر، ويأتي ضمن رؤية مصر 2030 للتحول نحو الاقتصاد المعرفي وتكريس الابتكار العلمي كركيزة للتنمية المستدامة.
وأكد الوزير أن المشروع يرتكز على أربعة محاور رئيسية:
1. الجينوم السكاني: لإنشاء خريطة جينية دقيقة للمصريين.
2. الجينوم المرضي: لدراسة الأمراض النادرة والشائعة.
3. جينوم قدماء المصريين: لفهم التركيبة الوراثية للحضارة المصرية القديمة.
4. الجينوم الرياضي: لتحليل البنية الجينية للرياضيين وبناء برامج تدريبية مخصصة.
المرحلة التنفيذية للجينوم الرياضي: “NEXT GENE”
شهد الحدث تسليم أولى عينات الجينوم الرياضي، والتي تم جمعها من مختلف مناطق الجمهورية. ويهدف هذا المسار إلى:
• تصميم برامج تدريبية فردية قائمة على التكوين الجيني.
• تقليل نسب الإصابات الرياضية.
• توجيه النشء إلى الرياضات الملائمة لقدراتهم الوراثية.
• إنشاء قاعدة بيانات جينية للرياضيين الحاليين والسابقين.
• اكتشاف المواهب الرياضية وراثيًا منذ الصغر.
وأكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أن المشروع يمثل تحولًا استراتيجيًا في تطوير الرياضة المصرية من خلال التحليل الجيني والبيانات البيولوجية الدقيقة.
دعم رئاسي وتكامل وزاري
أوضح الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أن دعم الدولة الكامل للمشروع يعكس إيمانها بأن بناء الإنسان يبدأ من المعرفة الدقيقة بجيناته، مشيرًا إلى تكامل الجهود بين وزارات التعليم العالي، الصحة، الشباب، والدفاع، من خلال مركز البحوث الطبية والطب التجديدي المنفذ للمشروع.
وشدد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة، على أن المشروع يُشكل طفرة في البحوث الطبية والجينية، ويُتيح إمكانيات كبيرة في تشخيص وعلاج الأمراض الوراثية والمزمنة.
رؤية تعليمية جديدة لاكتشاف النوابغ
وأعلن الدكتور أيمن عاشور عن إطلاق مسار جديد ضمن المشروع لدراسة جينومات النوابغ والموهوبين، بهدف:
• اكتشاف العوامل الجينية المرتبطة بالذكاء والإبداع.
• تطوير مناهج تعليمية مخصصة لرعاية الموهوبين.
• تأسيس قاعدة بيانات وطنية لدعم البحث العلمي في هذا المجال.
وأشار الوزير إلى أن المشروع يسهم في تحويل مصر إلى مركز إقليمي للتميز في الطب الدقيق والجينوميات، كما يعزز مكانتها على خارطة الأبحاث الجينية عالميًا.
برامج موازية لدعم الموهبة والابتكار
وتطرق الوزير إلى عدد من المبادرات الداعمة مثل:
• مشروع “جامعة الطفل” (بمشاركة 39 ألف طفل).
• مبادرة “I Club” لاكتشاف المبتكرين قبل الجامعيين.
• “رالي السيارات الكهربائية”.
• “برنامج نبوغ” لاكتشاف الطلبة ذوي القدرات الاستثنائية.
• منحة “علماء الجيل القادم”.
ويمثل مشروع الجينوم المصري – بمساراته الأربعة – حجر الأساس لبناء دولة حديثة تُعلي من شأن العلم وتستثمر في الإنسان. ويُتوقع أن يكون لهذا المشروع انعكاسات مستقبلية ملموسة على النظام الصحي، الرياضي، والتعليمي في مصر، ويضعها في موقع متقدم ضمن الدول الرائدة في مجال الجينوم والطب الدقيق.