في السنوات الأخيرة، برز عدد متزايد من العلماء والأكاديميين العرب الذين تولّوا مناصب قيادية في أعرق الجامعات العالمية، مما يعكس حجم التأثير المتزايد للكفاءات العربية في مراكز الفكر والتعليم والبحث العلمي الدولي.
مصريون في قلب الجامعات العالمية
من بين أبرز الأسماء التي رفعت اسم مصر في المحافل الأكاديمية الدولية، يأتي الدكتور محمد العريان، الاقتصادي المصري-الأمريكي المعروف، والذي يشغل حاليًا منصب رئيس كلية كوينز في جامعة كامبريدج البريطانية، وأعلن مؤخرًا ترشحه لمنصب مستشار الجامعة، وهو أعلى منصب شرفي فيها. العريان يُعد من أبرز العقول الاقتصادية عالميًا، وقد شغل مناصب كبرى في شركات عالمية مثل “أليانز” و”PIMCO”، وكان مستشارًا اقتصاديًا للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
وفي السياق ذاته، يبرز اسم الدكتور عماد شاهين، أستاذ العلوم السياسية الذي درّس في جامعات هارفارد، وجورجتاون، ونوتردام. شاهين يُعد من أبرز الباحثين في مجالات الديمقراطية والسياسة في العالم العربي، وهو رئيس تحرير “موسوعة أكسفورد للإسلام والسياسة”.
كما برز الدكتور عبد المنعم المشاط، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في عدة مواقع أكاديمية دولية، وكان أستاذًا زائرًا في جامعة نيويورك، كما شغل مناصب إدارية في البنك الدولي والمكتب الثقافي المصري بواشنطن.
التميز العربي في قيادة التعليم العالي
ولم يكن التألق الأكاديمي حكرًا على المصريين فقط، بل برز العديد من العرب في مواقع قيادة جامعية مؤثرة. على رأس هؤلاء الدكتور جوزيف عون، اللبناني الأصل، والذي يشغل منصب رئيس جامعة نورث إيسترن الأمريكية. عون لعب دورًا محوريًا في تحويل الجامعة إلى مؤسسة عالمية حديثة تركز على الابتكار والتعليم العملي.
أما الدكتور صفوان المصري من الأردن، فيشغل منصب عميد كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر، وله سجل حافل في دعم التعليم العالمي من خلال أدواره السابقة في جامعة كولومبيا.
ويُعد الدكتور نيدو قبيسي، اللبناني الأردني، نموذجًا لقيادة جامعية متميزة؛ إذ تولى رئاسة جامعة هايبوينت في الولايات المتحدة، وقاد عملية تطوير شاملة جعلت الجامعة من بين الأفضل من حيث تجربة الطالب ومرافق التعليم.
وفي السعودية، يقود الدكتور محمد الهيازع جامعة الفيصل، حيث نجح في رفع تصنيفها عالميًا وتوسيع برامجها الأكاديمية والبحثية.
دلالات الحضور العربي في الجامعات الكبرى
يعكس تواجد هذه النخبة من الأكاديميين العرب في مراكز القرار الجامعي مدى الكفاءة والجدارة التي يتمتع بها أبناء المنطقة. إنهم لا يمثلون أنفسهم فقط، بل يعكسون قدرة العقل العربي على الإبداع والقيادة والتجديد في أرقى البيئات العلمية على مستوى العالم.
كما أن حضورهم في هذه المؤسسات يُسهم في بناء جسور ثقافية وعلمية بين العالم العربي والغرب، ويمنح طلابًا من أصول عربية فرصة لتمثيل هويتهم بثقة على الساحة الدولية.