يواجه كثير من طلاب الثانوية العامة ضغوطًا نفسية شديدة مع اقتراب موعد الامتحانات، ويزيد من حدتها انتشار مجموعة من الأفكار السلبية التي قد تسيطر على أذهان بعضهم، فتؤثر بشكل مباشر على ثقتهم بأنفسهم، وتُضعف من قدرتهم على الاستيعاب والتحصيل، ما يؤدي إلى نتائج عكسية رغم الاجتهاد.
وفي هذا السياق، حذر الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، من تبني الطلاب لتلك الأفكار، داعيًا إلى التخلص منها فورًا واستبدالها بأفكار إيجابية داعمة.
أبرز الأفكار السلبية لطلاب الثانوية العامة:
- “إذا لم أحصل على الدرجات النهائية فقد خسرت مستقبلي”
فكرة تُدخل الطالب في دائرة القلق والضغط، وتجعله يفقد تركيزه. - “زملائي أذكى مني، ولن أتمكن من اللحاق بهم”
تُشعره بالعجز وتدفعه للمقارنة الضارة، وقد تفتح له باب الغش أو الدروس المبالغ فيها. - “قدراتي محدودة ولا فائدة من المذاكرة”
تقوم على اعتقاد خاطئ بأن الذكاء ثابت، مما يقتل الحافز للمذاكرة. - “المنهج أكبر من قدراتي”
تولّد شعورًا بالإرهاق الذهني مبكرًا، وتؤدي إلى التسويف والإحباط. - “سأنسى كل شيء لحظة دخول اللجنة”
تُسبب حالة من القلق الاستباقي، تؤثر على التركيز والطمأنينة. - “إذا لم أحقق طموحات أسرتي سأكون فاشلاً”
تُحمّله فوق طاقته، وتحرمه من التركيز في خطواته الواقعية. - “لا أستوعب هذه المادة أبدًا”
فكرة تُشجعه على الاستسلام والبحث عن طرق غير مشروعة للنجاح. - “إذا لم أدخل الكلية التي أريدها، فلا داعي لباقي المواد”
تُؤدي إلى انهيار الحافز وتراجع الأداء في بقية المواد. - “يجب أن أذاكر طوال اليوم لأتفوق”
تُعرضه للإجهاد الذهني وتداخل المعلومات، وتؤثر سلبًا على التركيز.
ماذا يجب أن يفعل طالب الثانوية العامة؟
يؤكد الدكتور عاصم حجازي على أهمية أن يُدرك طالب الثانوية العامة أن جميع هذه الأفكار خاطئة وخطيرة، ويجب التخلص منها بشكل فوري.
كما شدد على ضرورة استبدالها بأفكار إيجابية تُعزز الثقة بالنفس، مثل:
- النجاح لا يعتمد فقط على الدرجات النهائية، بل على الاستمرارية والإصرار.
- لا أحد يولد عبقريًا، فالمهارة تأتي بالتدريب والمثابرة.
- الذكاء ليس ثابتًا، بل قابل للنمو.
- المذاكرة الفعّالة ليست بالكَثرة، بل بالجودة والتنظيم.
- مجالات النجاح متعددة، ولا تقتصر على كلية واحدة أو طريق واحد.
واختتم الدكتور حجازي حديثه بالتأكيد على أن النجاح الحقيقي يبدأ من الداخل، حين يؤمن الطالب بقدراته، ويُحسن التخطيط، ويستثمر وقته بإيجابية واتزان.