في عالم يتسارع فيه التحول الرقمي وتزداد فيه الهجرة والتنقلات بين الدول، بات من الضروري إيجاد حلول ذكية تضمن استمرارية التعليم لأبنائنا في الخارج دون أن يفقدوا الاتصال بجذورهم التعليمية والثقافية. ومن هنا، جاءت المنصة الإلكترونية لأبنائنا في الخارج كخطوة استراتيجية ورائدة أطلقتها وزارة التربية والتعليم المصرية، لتكون حلقة وصل فعالة بين الوطن وأبنائه المنتشرين في مختلف أنحاء العالم.
ما هي منصة “أبناؤنا في الخارج”؟
هي منصة تعليمية رقمية أطلقتها وزارة التربية والتعليم المصرية لتقديم خدمات تعليمية متكاملة للطلاب المصريين المقيمين خارج البلاد. تتيح هذه المنصة للطلاب الدراسة وفق المنهج المصري، والتقدم للامتحانات بشكل رسمي، دون الحاجة إلى السفر أو الانقطاع عن التعليم.
أهداف المنصة:
-
ضمان استمرارية التعليم المصري لأبناء الجاليات المصرية في الخارج.
-
تعزيز الهوية الوطنية والثقافية للطلاب رغم بعدهم الجغرافي.
-
توفير بيئة تعليمية رقمية متطورة تواكب العصر.
-
تسهيل الإجراءات الإدارية للطلاب وأولياء الأمور دون الحاجة للتنقل بين السفارات أو القنصليات.
الخدمات التي تقدمها المنصة:
-
التسجيل الإلكتروني للطلاب:
-
من الصف الأول الابتدائي حتى الصف الثاني الثانوي.
-
وفق المواعيد الرسمية التي تُحددها الوزارة سنويًا.
-
-
الوصول إلى المناهج الدراسية:
-
إمكانية تحميل الكتب المدرسية لجميع المراحل.
-
توفر محتوى تعليمي رقمي يتضمن فيديوهات وشرح للمواد.
-
-
نظام الاختبارات:
-
إجراء اختبارات تقييمية.
-
تحميل نماذج استرشادية للامتحانات.
-
متابعة جدول الامتحانات الرسمية التي تعقدها الوزارة في الخارج.
- يتم إتاحة تحميل امتحانات الطلاب بالخارج من المنصة ورفعها بعد حلها
-
-
التواصل مع الإدارة التعليمية:
-
الرد على الاستفسارات.
-
تلقي الشكاوى والمقترحات إلكترونيًا.
-
-
نتائج الامتحانات والشهادات:
-
إعلان النتائج إلكترونيًا.
-
إمكانية استخراج الشهادات بعد اجتياز الامتحانات.
-
الفئات المستفيدة من المنصة:
-
أبناء المصريين العاملين بالخارج.
-
الجاليات المصرية المقيمة في دول الخليج، أوروبا، أمريكا، وغيرها.
-
الأسر التي ترغب في تعليم أبنائها وفق النظام المصري حتى أثناء إقامتهم المؤقتة بالخارج.
آلية التسجيل والاستخدام:
-
يتم الدخول إلى المنصة عبر الموقع الرسمي:
https://sabroad.emis.gov.eg -
يقوم ولي الأمر بإنشاء حساب وتسجيل بيانات الطالب.
-
يُرفق ولي الأمر المستندات المطلوبة إلكترونيًا، مثل:
-
صورة جواز السفر أو الإقامة.
-
شهادة ميلاد الطالب.
-
صورة شخصية حديثة.
-
-
بعد التأكيد، يتم اعتماد التسجيل وتحديد موعد الامتحانات.
لماذا تُعد هذه المنصة نقلة نوعية؟
-
الرقمنة بدل الروتين:
كانت الإجراءات التقليدية تُرهق أولياء الأمور وتستغرق وقتًا طويلًا. اليوم، باتت كل الإجراءات تُنجز من خلال جهاز كمبيوتر أو هاتف ذكي. -
الوصول العادل إلى التعليم:
لا فرق بين طالب في القاهرة وآخر في روما أو الرياض. الجميع يحصل على نفس المحتوى التعليمي ويُقيّم بنفس المعايير. -
تقوية الرابط مع الوطن:
المنصة تُرسخ الشعور بالانتماء للوطن من خلال متابعة الطالب لنفس المنهج القومي المصري، مما يُقلل من تأثير الاغتراب التعليمي والثقافي.
تحديات تواجه المنصة (وحلول مقترحة):
-
ضعف الإنترنت في بعض الدول: يمكن تطوير نسخة خفيفة للمنصة تُحمل المواد وتُستخدم دون إنترنت.
-
حاجز اللغة للأسر المختلطة: تقديم واجهة بعدة لغات أو دعم ترجمة تعليمية مساعدة.
-
الفروق الزمنية: يجب وضع مواعيد مرنة للاختبارات لتناسب التوقيت المحلي لكل دولة.
المنصة الإلكترونية لأبنائنا في الخارج ليست مجرد موقع إلكتروني، بل هي رؤية وطنية تعكس التزام الدولة برعاية أبنائها مهما بعدت المسافات. إنها جسر رقمي يعبر الزمان والمكان، حاملاً معه رسالة واضحة: “أن التعليم حق لكل مصري، أينما كان.”
وفي ظل التحول الرقمي العالمي، فإن استمرار تطوير هذه المنصة وضمان استدامتها سيكون مفتاحًا للحفاظ على هوية أجيالنا القادمة في الخارج، وتمكينهم من المساهمة في مستقبل مصر أينما تواجدوا.