في الوقت الذي يُفترض أن تكون فيه المدارس والجامعات ملاذًا للعلم والأمان، تتحول أحيانًا إلى بيئات قاسية يختبئ فيها التنمر خلف الضحكات الصاخبة والأنظار المتجاهلة. ما لا يدركه الكثيرون أن التنمر ليس مجرد “مضايقات عابرة”، بل قد يكون الشرارة الأولى في سلسلة من المعاناة النفسية، تنتهي أحيانًا بفقدان الحياة.
أرقام تثير القلق عالميًا:
تشير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إلى أن ثلث الطلاب حول العالم (حوالي 246 مليون طفل ومراهق) يتعرضون لشكل من أشكال التنمر المدرسي.
حسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، يُعتبر الانتحار السبب الثاني للوفاة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا.
تقرير صادر عن “StopBullying.gov”، أفاد أن، الطلاب المتعرضين للتنمر أكثر عرضة بثلاثة إلى خمس مرات لتطوير ميول انتحارية مقارنة بأقرانهم.
من الكلمات القاسية إلى القرارات المأساوية
التنمر لا يقتصر على الضرب أو الإهانة المباشرة؛ بل يمتد إلى التنمر السيبراني عبر الإنترنت، وهو الأخطر، لكونه لا يترك مجالًا للهروب، ويلاحق الضحية حتى في بيته وهاتفه الشخصي.
وقد سجلت دول مثل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والهند حالات انتحار مؤلمة لطلاب لم تتجاوز أعمارهم 12 عامًا، فقط لأنهم شعروا بأن لا مهرب لهم من التنمر المستمر.
تأثيرات التنمر النفسية التي تقود للانتحار
العزلة وفقدان الثقة بالنفس
الاكتئاب الحاد واضطرابات القلق
اضطرابات النوم والأكل
الإحساس بالذنب والعار، أو الشعور بعدم القيمة
هذه الآثار تتراكم ببطء، وقد لا تظهر بوضوح إلا عندما تصل الحالة إلى مراحل خطيرة.
كيف نحارب التنمر وننقذ الأرواح؟
التوعية داخل المدارس والجامعات عن خطورة التنمر.
إنشاء وحدات دعم نفسي مجانية للطلاب.
تشجيع ثقافة الإبلاغ وعدم التواطؤ مع المتنمرين.
دمج مناهج تُعزز التعاطف والتسامح منذ المراحل الدراسية الأولى.
ليس من المبالغة القول إن كلمة واحدة قد تنقذ حياة، أو تدمرها. وبين كل خبر عن طالب فقد حياته بسبب التنمر، يقف المجتمع مسؤولًا عن الصمت أو المشاركة أو التجاهل. فلنكن نحن من يختار أن يسمع، يفهم، ويمد يده قبل فوات الأوان.