في ظل تزايد الضغوط النفسية والأكاديمية على الطلاب الجامعيين حول العالم، أصبحت ظاهرة الانتحار قضية مقلقة دفعت العديد من الجامعات إلى اتخاذ خطوات جادة للحد منها. وتشير الإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن الانتحار يُعد ثاني سبب رئيسي للوفاة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا، وهو ما يضع الجامعات أمام تحدٍّ أخلاقي وإنساني يستوجب التحرك.
1. دعم نفسي على مدار الساعة
اتخذت جامعات كبرى مثل جامعة هارفارد وأوكسفورد خطوات لتعزيز خدمات الدعم النفسي، حيث وفّرت خطوطًا ساخنة تعمل على مدار الساعة، إلى جانب مراكز متخصصة داخل الحرم الجامعي تقدم جلسات مجانية وسرية للطلاب المحتاجين إلى دعم نفسي.
2. برامج التوعية بالصحة النفسية
كثفت جامعات مثل جامعة تورنتو وجامعة ملبورن حملات التوعية بالصحة النفسية، عبر ورش عمل ومحاضرات تثقيفية. كما قامت بعض المؤسسات بدمج مفاهيم الصحة النفسية ضمن المقررات الدراسية، لتشجيع الطلاب على التعبير عن مشاعرهم وطلب المساعدة دون خوف من وصمة اجتماعية.
3. تدريب الأكاديميين والموظفين
أطلقت جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA) برنامجًا مخصصًا لتدريب أعضاء هيئة التدريس والموظفين الإداريين على التعرف على علامات الضيق النفسي لدى الطلاب، وتقديم الإرشاد الأولي، وتحويل الحالات الطارئة إلى مختصين.
4. تطبيقات ذكية للوقاية المبكرة
تبنّت جامعات مثل جامعة سنغافورة الوطنية تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر تطبيقات رقمية، قادرة على مراقبة أنماط الاستخدام الرقمي للطلاب – مثل البريد الجامعي أو منصات التعليم – للكشف المبكر عن علامات الاكتئاب أو الانعزال، وإرسال تنبيهات لفِرق الدعم.
5. بناء مجتمع جامعي شامل وداعم
عملت العديد من الجامعات الأوروبية على خلق بيئة تعليمية تراعي التنوع الثقافي والاجتماعي، من خلال إطلاق نوادٍ طلابية شاملة، وسياسات صارمة ضد التمييز والتنمر، ما يساعد في تقليل الشعور بالعزلة وبناء مجتمع داعم للطلاب.
تعكس هذه المبادرات إيمان الجامعات العالمية بأن رعاية الصحة النفسية ضرورة لا غنى عنها، وليست ترفًا مؤقتًا. فبناء بيئة تعليمية صحية وشاملة يُعد حجر الأساس في حماية حياة الطلاب وتحقيق النجاح الأكاديمي والإنساني على حد سواء.