قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، إن دعوة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لإدراج الذكاء الاصطناعي في المقررات الدراسية تمثل تحولًا استراتيجيًا بالغ الأهمية في مسار تطوير التعليم المصري، وتكشف عن إيمان راسخ من الدولة بأهمية العنصر البشري كقوة دافعة للتنمية.
وأوضح حجازي أن هذه الدعوة تعكس بوضوح التوجه نحو الاستثمار في رأس المال البشري من خلال إعادة هيكلة المناهج الدراسية لتخدم أهداف التنمية المستدامة، وتتماشى مع المعايير العالمية، مؤكدًا أن إدراج الذكاء الاصطناعي في المناهج ليس مجرد تطوير شكلي، بل نقلة نوعية تستهدف تأهيل جيل جديد يمتلك أدوات العصر.
وأضاف: “سوق العمل يشهد تغيّرًا جذريًا، والطلب على مهارات الذكاء الاصطناعي في تزايد مستمر محليًا ودوليًا، ومن ثم فإن هذا التوجه يضع الخريج المصري على خريطة التوظيف الدولية ويعزز من قدرته التنافسية.”
وأشار حجازي إلى أن الذكاء الاصطناعي يوفر فرصًا هائلة لابتكار حلول فعالة لمشكلات المجتمع، كما يسهم في تسريع النمو في مختلف المجالات، ويرتقي بجودة حياة المواطنين، فضلًا عن دوره في تعزيز ثقافة التعلم الذاتي والمستمر، وهي من أهم سمات التعليم العصري.
وتابع: “تدريس الذكاء الاصطناعي في المدارس لا يقتصر على الجوانب التقنية، بل يشمل كذلك تنمية التفكير النقدي، وحل المشكلات، والابتكار، وربط المعرفة بالحياة الواقعية، ما يساهم في تقليل الفجوة بين المناهج الدراسية واحتياجات العصر الرقمي.”
الذكاء الاصطناعي وتوجه الدولة
وأكد أن إدراج هذه المفاهيم يدعم بناء وعي رقمي وثقافة رقمية لدى الطلاب، ويؤهلهم للتعامل الآمن والنافع مع التكنولوجيا، كما يدعم توجه الدولة نحو تدويل التعليم ورفع تصنيف المنظومة التعليمية المصرية عالميًا.
وفيما يخص التحديات، قال حجازي إن أبرز العقبات تتمثل في الحاجة إلى تدريب وتأهيل المعلمين بشكل جيد، وتطوير مناهج مرنة قابلة للتحديث، وتحسين البنية التحتية التكنولوجية في المدارس، إلى جانب ضرورة وجود تشريعات تنظم وتضمن الاستخدام المسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي داخل البيئة التعليمية.
واختتم تصريحه قائلًا: “هذه الدعوة تمثل لحظة مفصلية في مسيرة التعليم المصري، وفرصة حقيقية لصناعة جيل جديد ليس فقط مستهلكًا للتكنولوجيا، بل صانعًا لها ومؤثرًا في مستقبلها.”