في السنوات الأخيرة، تصاعدت حالات الانتحار بين الطلاب في المؤسسات التعليمية، مما يعكس أزمة صحية نفسية عالمية تتطلب اهتمامًا عاجلاً.
بنجلاديش: انخفاض الأرقام لا يعني زوال الخطر
في عام 2024، سُجّلت 310 حالات انتحار بين الطلاب في بنغلاديش، بانخفاض عن 513 حالة في 2023 و532 في 2022. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتقليل التغطية الإعلامية بسبب الاضطرابات السياسية، وليس تحسنًا فعليًا في الوضع.
تفاصيل الحالات:
الفئة العمرية الأكثر تضررًا: المراهقون (13–19 سنة) بنسبة 65.7%.
النوع الاجتماعي: الإناث 61%، الذكور 38.4%.
المستوى التعليمي: طلاب المدارس الثانوية 46.1%، التعليم العالي 14.6%.
الطرق المستخدمة: الشنق 83.5%، التسمم 8.7%.
الأسباب النفسية: الشعور بالإهانة أو الفشل 28.4%، مشاكل عاطفية 16.8%.
الهند: أزمة متفاقمة رغم التقدم التعليمي
تُظهر بيانات المكتب الوطني لسجلات الجرائم أن حالات انتحار الطلاب في الهند تجاوزت معدلات النمو السكاني والاتجاهات العامة للانتحار. في عام 2021، تم تسجيل 13,089 حالة انتحار بين الطلاب، مع تزايد سنوي بنسبة 4%، وهو ضعف المعدل الوطني.
أسباب رئيسية:
الضغط الأكاديمي: نظام تعليمي تنافسي يفرض ضغوطًا هائلة على الطلاب.
الوصمة الاجتماعية: الخوف من طلب المساعدة النفسية بسبب الوصمة.
نقص الدعم: قلة الموارد المتاحة للصحة النفسية في المؤسسات التعليمية.
كوريا الجنوبية: التميز الأكاديمي بثمن باهظ
على الرغم من تصدرها التصنيفات العالمية في التعليم، تواجه كوريا الجنوبية معدلات انتحار مرتفعة بين الطلاب، خاصة في الفئة العمرية 10–19 سنة. تشير الدراسات إلى أن 46% من طلاب المدارس الثانوية في سيول يعانون من الاكتئاب بسبب الضغط الأكاديمي، مما يؤدي إلى التفكير في الانتحار أو محاولته.
البرازيل: التنمر والتمييز يدفعان الطلاب إلى الحافة
في أغسطس 2024، انتحر طالب يبلغ من العمر 14 عامًا في ساو باولو بعد تعرضه للتنمر والتمييز بسبب ميوله الجنسية. أثار الحادث احتجاجات واسعة ضد إدارة المدرسة، مطالبين باتخاذ إجراءات صارمة ضد التنمر وتعزيز بيئة تعليمية شاملة وداعمة.
مبادرات للحد من الظاهرة
في مواجهة هذه الأزمة، بدأت بعض الدول باتخاذ خطوات إيجابية:
بنجلاديش: دعت مؤسسة “Aachol” إلى مبادرات جماعية لمعالجة الأسباب الكامنة وراء انتحار الطلاب.
الهند: أطلقت مدينة كوتا مبادرة “Kota Cares” بعد ارتفاع حالات الانتحار بين طلابها.
وتعكس هذه الحالات المتزايدة الحاجة الملحة إلى تعزيز الصحة النفسية في المؤسسات التعليمية حول العالم. يجب أن تكون هناك جهود مشتركة من الحكومات، المدارس، والأسر لتوفير بيئة آمنة وداعمة للطلاب، مع التركيز على التوعية، الدعم النفسي، ومكافحة التمييز والتنمر.