أكد الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، أن جرائم التحرش بالأطفال تُعد من أبشع أنواع الاعتداءات التي لا تترك أثرًا جسديًا فقط، بل تسبب جروحًا نفسية غائرة قد تمتد مع الطفل طوال حياته، مشيرًا إلى أن كثيرًا من ضحايا تلك الجرائم يصابون باضطرابات نفسية حادة، وقد تتطور إلى أمراض عقلية وفقدان للثقة بالنفس والآخرين.
13 نصيحة للتعافي من التحرش
وفي هذا السياق، قدم الدكتور تامر شوقي مجموعة من الأساليب النفسية التي تساعد الأسرة في تحقيق التعافي النفسي للطفل، قائلًا إن الأسرة هي خط الدفاع الأول في حماية نفسية الطفل بعد تعرضه لاعتداء، مشددًا على ضرورة الالتزام بالإرشادات التالية:
- احتواء الطفل بشكل كامل بعد حدوث واقعة التحرش وعدم لومه أو التشكيك في روايته.
- إتاحة الفرصة له لممارسة الأنشطة والهوايات التي يحبها والتي يمكن أن يحقق ذاته من خلالها.
- تفادي تذكيره بما حدث حتى لا يستدعي الانفعالات المؤلمة المرتبطة بالتحرش.
- يفضل نقل الطفل إلى مدرسة جديدة بها زملاء ومعلمون جدد، لفصله ذهنيًا عن مكان الجريمة.
- عدم ترك الطفل وحيدًا لفترات طويلة حتى لا يصبح فريسة لأفكاره السلبية أو ذكرياته المؤلمة بعد واقعة التحرش.
- تجنب تكرار الحديث عن الواقعة أو الإشارة إليها بأي شكل خلال النقاش أو الحياة اليومية.
- إشراك الطفل في المناقشات الأسرية، والأخذ برأيه في الأمور ليشعر بقيمته وتأثيره.
- تجنب الإفراط في حمايته بشكل مبالغ فيه حتى لا يشعر بوجود خلل أو “وصمة” مرتبطة به.
- تغيير متعلقاته الشخصية مثل الحقيبة أو الملابس التي كان يرتديها أثناء الواقعة.
- مكافأته على أي إنجاز إيجابي يقوم به سواء في المدرسة أو أثناء ممارسة الأنشطة.
- السفر أو الخروج من البيئة المعتادة ولو لفترة قصيرة لاستعادة نشاطه الذهني والنفسي.
- تشجيعه على اللعب مع أقرانه الذين يشعر معهم بالأمان والسعادة.
- وفي حال توفر الإمكانيات، يُفضل الانتقال إلى مدينة جديدة بعيدة عن مكان حدوث الواقعة.
وختم الدكتور شوقي حديثه بالتأكيد على أن التعافي النفسي للطفل لا يتم بين يوم وليلة، بل يحتاج إلى زمن كافٍ ودعم نفسي مستمر، داعيًا الأسرة إلى التحلي بالصبر وعدم الاستعجال في الحكم على تحسن الطفل، بل العمل على مساعدته في بناء مناعة نفسية تدريجية تحميه من آثار التجربة وتمنحه الأمان من جديد.