شهد المؤتمر الأول للمستشفيات الجامعية، والذي عُقد اليوم بجامعة عين شمس، مبارزة ودية بين الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، والدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني، حول تاريخ جامعة عين شمس وقصر العيني، مع التركيز على الدور الريادي لمستشفيات الجامعات المصرية.
ففي كلمته، أشاد الدكتور محمد عوض تاج الدين، بالدور التاريخي لمستشفيات جامعة عين شمس، واصفًا إياها بـ”طب الغلابة” الذي شكل ملاذًا للمرضى على مدار عقود، وفي إشارة مازحة إلى قصر العيني، قال: “كنا نقول قصر العيني يا عيني عليه، لكن عين شمس هي قلب الرعاية الصحية”.
وأكد أن المستشفيات الجامعية ليست مجرد مرافق علاجية، بل هي “قلب الجامعات” و”عقل الرعاية الصحية”، حيث تُخرج الكوادر الطبية التي تخدم مصر والمنطقة.
واستعرض تاج الدين إرث جامعة عين شمس، مشيرًا إلى أن جذورها تمتد إلى ٧ آلاف عام، مستندًا إلى تاريخ مدينة “أون” القديمة، مركز المعرفة في مصر الفرعونية.
وأضاف أن الجامعة ساهمت في تأسيس منظومات طبية أخرى، حيث كان أستاذ من طب عين شمس هو مؤسس جامعة المنصورة، وكان أول جيل من الأطباء النواب بجامعة الأزهر خريجي عين شمس.
كما أشار إلى دور مستشفيات عين شمس في توطين التقنيات الطبية الحديثة، وأن أكبر استثمار في الذكاء الاصطناعي في مصر يتركز في المستشفيات الجامعية، وعلى رأسها جامعة عين شمس.
في المقابل، دافع الدكتور حسام صلاح، عميد طب قصر العيني، خلال كلمته عن مكانة قصر العيني، مؤكدًا أنها تمثل “هرم التعليم الطبي” في مصر والمنطقة، وأوضح أن قصر العيني، التي تأسست عام ١٨٢٧، تُعد “أم الطب” في الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث وضعت الأسس للتعليم الطبي الحديث في المنطقة.
وأكد أن التعليم الطبي في قصر العيني لا يزال ركيزة أساسية لتخريج أجيال من الأطباء المؤهلين، مشيرًا إلى أن تطوير التعليم الطبي هو مسؤولية مشتركة تتطلب دعم الجميع.
ورغم المنافسة الودية خلال كلمات كل من “تاج الدين وصلاح”، اتفق الطرفان على أهمية المستشفيات الجامعية كركيزة للتعليم الطبي والرعاية الصحية في مصر، وأكدا أن التعاون بين الجامعات، مثل عين شمس وقصر العيني، هو السبيل لتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطب والعلوم.
جدير بالذكر، أن جامعة عين شمس تأسست في يوليو ١٩٥٠ تحت اسم “جامعة إبراهيم باشا”، لتكون الجامعة المصرية الثالثة بعد جامعة القاهرة (فؤاد الأول سابقًا) وجامعة الإسكندرية (فاروق الأول سابقًا)، بعد ثورة يوليو ١٩٥٢، تغير اسمها في فبراير ١٩٥٤ إلى “هليوبوليس”، ثم في نفس العام إلى “عين شمس”، وهو الاسم العربي لمدينة “أون” القديمة، التي كانت مركزًا للمعرفة في مصر القديمة منذ حوالي ٥٠٠٠ عام.
وتتخذ الجامعة مقرها في قصر الزعفران، الذي بناه الخديوي إسماعيل، ويُعد رمزًا لتاريخها العريق. تضم الجامعة حاليًا ١٧ كلية ومعهدين، وتُعد من أبرز الجامعات العربية.