في أعقاب الصدمة التي هزت الرأي العام مؤخرًا بعد واقعة التحرش بطفلة داخل إحدى المدارس بمحافظة البحيرة، تصاعدت مخاوف أولياء الأمور بشأن سلامة أبنائهم داخل المؤسسات التعليمية، خاصة مع تزايد الحالات المماثلة في مختلف المحافظات، وسط صمت الأطفال وخوفهم من الحديث.
أوضح الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، أن كثيرًا من الأطفال الذين يتعرضون للتحرش لا يملكون القدرة أو الجرأة على البوح بما حدث، إما بسبب التهديدات من الجاني، أو لخوفهم من العقاب واللوم داخل الأسرة. لكن هناك علامات سلوكية ونفسية يمكن أن تكون جرس إنذار مبكر للأهل للكشف عن تعرض أبنائهم لأي شكل من أشكال الاعتداء.
أبرز علامات تعرض الطفل للتحرش:
•تغير مفاجئ في سلوك الطفل نحو العدوانية أو الانغلاق، سواء في المدرسة أو بالمنزل.
•انفعالات زائدة، نوبات بكاء أو صمت طويل، وافتقاد الفرح حتى في لحظات اللعب أو الترفيه.
•انخفاض مفاجئ في التحصيل الدراسي أو تراجع التركيز.
•رفض الذهاب إلى المدرسة بشكل غير مبرر، أو بكاء متكرر عند الاستعداد لها.
•إصابات جسدية أو خدوش غير مفسرة على جسم الطفل، لا يجب التهاون معها أبدًا.
•خوف غير منطقي من أشخاص بعينهم أو أماكن معينة داخل المدرسة.
•كوابيس أثناء النوم، وأرق مزمن، وشرود ذهني متكرر.
•التعلق الزائد بالأم، ورفض الانفصال عنها خاصة عند الذهاب للمدرسة.
وعلى الرغم من أن هذه العلامات لا تعني بالضرورة وقوع تحرش، فإنها تستدعي التدخل الفوري من الأسرة والمدرسة، واللجوء إلى متخصص نفسي أو تربوي لفتح باب الحديث مع الطفل بطريقة آمنة وغير ضاغطة.
واقعة البحيرة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة ما لم يتحرك المجتمع بكافة مؤسساته لحماية أطفاله. الصمت لن يحميهم، والوعي هو السلاح الأول لكشف المعتدين وإنقاذ الضحايا قبل فوات الأوان.