كان للرئيس الفرنسى شارل ديجول مقولة شهيرة عندما سأل عن حال البلاد فقال: ” هل وصل الفساد إلى الجامعات” فقيل له ” لا” فقال “إذن المجتمع كله بخير ” مقولة تاريخية كثبرا ما نستخدمها للتدليل على دور الجامعات في البناء وفي إنقاذ المجتمع أو أو تراجعه.. وعلى درب ديجول اطلق ماكرون مقولات ستدخل التاريخ ولكن هذه المرة اطلقها من رحاب جامعة القاهرة فى زيارته لها لأول مرة منذ أيام ..فقال (البلد الأعرق هى التى بها الجامعة الأقدم وليس البرلمان أو قصر الحاكم)(تمسكوا بالجامعات ولاتعيشوا فى عالم رخو ليس به ثابت )(لا مستقبل للمستهلكين.. المستقبل للمبتكرين المستقبل يُبنى بالابتكار لا بالاستهلاك)
(الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في الإنسان )( مستقبلكم هو مستقبل القارة العجوز)
وبالرجوع لخلفية ماكرون فهو دارس للفلسفة ، وحاصل على شهادة الماجيستير في الشؤون العامّة من معهد الدراسات السياسية بباريس وخريج المدرسة الوطنية للإدارة.وعمل موظّفاً في المفتشية العامة للشؤون المالية، وأصبح مصرفيًا استثماريًا في بنك
وهو ما يفسر كلماته التى كانت فى اغلبها فلسفية وموجهة اوضحت غرضه من الزيارة وهورسم خطوط المستقبل لبلده التى تعانى ما تعانيه باقى دول أوربا التى يطلق عليها القارة العجوزنظراً لقلة المواليد اى انها قارة تشيخ ومستقبلها البشرى خلفها لكن مصر حباها الله بثروة بشرية عظيمة خاصة شبابها المتعلمين الذين اصبحوا محط أنظار الدول التى تعانى من نقص فى شبابها فكما فعلت المانيا وسبقت بخطوات وهيأت الساحة للشباب المصرى للسفر وسد الثغرة لديها بانشاء الجامعات الالمانية ومشروع 100 مدرسة المانيا بخلاف فروع للجامعات فى العاصمة الإدارية وغيرها لاستقطاب الطلاب المصريين للتعليم الالمانى ولسوق العمل هناك
لذا لم يتوان ماكرون أن يقول لطلاب جامعة القاهرة ان فى مصرأقدم الحضارات واكثرالبلاد شبابا وأن رأسمالنا البشرى هو أهم مميزاتنا و استفاض ماكرون فى الحديث عن علاقات مصر وفرنسا العلمية والتعليمية منذ القدم وعلم المصريات الذى ُيدرس فى فرنسا
كل من حضر لقاء الرئيس الفرنسى ماكرون فى جامعة القاهرة لاحظ حالة الانبهار التى اعتلت وجهه منذ ان وطأت قدمه حرمها والحقيقة ان مشهد الحرم فى جماله وروقانه اعاد الى الذاكرة مشهدها فى الصورالابيض واسود فى مرحلة الخمسينات والستينات ..بنظافتها وخضرتها وتألق مبانيها وقبتها وساعتها الشهيرة .. نفس الانبهار الذى نشعر به عندما نزور بلاد الغرب السعيد ونشعر بالغيرة والمقارنة .. لذا شعرت بالفخر وعيون ماكرون تجوب قاعة احتفالات جامعة القاهرة وملامح المفاجأة ترتسم على وجهه ،لم يخف اعجابه ومشاعره بمشهد الجامعة العريقة وطلابها واساتذتها وهو ما ترجمته كلماته التى تعبرعن دراسة وفهم عميق لأهمية ودور العلم والجامعات بل وأهمية الشباب المصرى ليس فقط لمصرولكن للعالم كله فقال ( انتم المستقبل ليس فقط لبلدكم ولكن للعالم خاصة لأوربا العجوز.