علّق الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على الجدل المتصاعد حول ظاهرة هجرة الأطباء المصريين، مؤكدًا أن النظرة السائدة حول هذه القضية تعاني من نوع من “جلد الذات” والمبالغة في التشكيك بجودة التعليم المصري، خاصة في مجالات الطب والهندسة.
وخلال كلمته في أحد المؤتمرات الحكومية، قال مدبولي إن الحديث المتكرر عن تدهور التعليم في مصر لا يستند دائمًا إلى وقائع دقيقة، مشيرًا إلى أن الجامعات المصرية ما زالت تُخرج دفعات ضخمة من الأطباء والمهندسين الأكفاء الذين يُثبتون كفاءتهم في مختلف دول العالم.
هجرة الأطباء 15 ألف خريج سنويًا
وأضاف: “كليات الطب كانت تخرج في السابق نحو 9 آلاف طبيب سنويًا، أما اليوم وبعد التوسع الكبير في إنشاء الكليات الطبية، أصبحنا نُخرج قرابة 15 ألف طبيب سنويًا. هذا تطور كبير في الطاقة التعليمية، ولا يمكن تجاهله أو التقليل من قيمته.”
ولفت رئيس الوزراء إلى أن بعض الآراء تغفل حقيقة أن جزءًا كبيرًا من قوة مصر الناعمة يتمثل في كوادرها البشرية المؤهلة، التي تعمل وتبدع في الخارج، معتبرًا أن الهجرة ليست بالضرورة مؤشرًا سلبيًا أو دليلًا على انهيار المنظومة، بل قد تُشكّل رافدًا اقتصاديًا مهمًا للدولة.
هجرة الأطباء منطقية
وتابع مدبولي قائلاً: “لدينا آلاف الأطباء والمهندسين في أوروبا والخليج وأمريكا، ونجاحهم هناك شهادة على جودة التعليم المصري، لا العكس. نحن بحاجة إلى تغيير النظرة النمطية، والنظر إلى الهجرة في بعض الحالات كفرصة لتوسيع النفوذ المصري وتحقيق عائد اقتصادي عبر تحويلات العاملين بالخارج.”
ورغم اعترافه بوجود تحديات داخل القطاع الطبي تحتاج إلى تطوير مستمر، شدد على ضرورة دعم الثقة في قدرات الكوادر المصرية، وعدم الانسياق وراء حملات التشكيك المستمرة في الداخل، التي تؤدي إلى صورة سلبية لا تعكس الواقع بشكل منصف.
تصريحات مدبولي فتحت نقاشًا أوسع حول النظرة إلى التعليم المصري، وهجرة الكفاءات، وأثارت تساؤلات حول ما إذا كانت الدولة ستتبنى سياسة جديدة لاحتواء الأطباء وتحفيزهم على البقاء داخل المنظومة الصحية الوطنية.