أعاد رحيل مدير إدارة الباجور التعليمية بشكل مفاجئ، الجدل حول الضغوط النفسية والصحية التي قد يتعرض لها العاملون في المناصب الإدارية، لا سيما في ظل ما يعرف بـ”الإرهاب الإداري”، ذلك السلوك الذي قد يمارسه بعض المديرين داخل المؤسسات دون وعي بمدى خطورته على من حولهم… وعلى أنفسهم أحيانًا.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، أن الإدارة الحقيقية هي فن التعامل مع البشر وتوظيف القدرات والإمكانات لتحقيق الأهداف، بينما ما يُعرف بـ”الإرهاب الإداري” يعتمد على القمع والتسلط وسوء استخدام السلطة لتحقيق السيطرة، غالبًا نتيجة ضعف الكفاءة أو ضيق الأفق.
الإرهاب الإداري
وأشار إلى أن من أبرز أسباب هذا السلوك: غياب الشفافية، الانفراد بالقرارات، رفض النقد، وانعدام الحوار، فضلًا عن السمات الشخصية السلبية كالأنانية والتعالي والنرجسية. كل هذا يخلق بيئة عمل مضغوطة، تُفرز الإحباط والاكتئاب، وتقتل الإبداع، وتؤدي في أحيان كثيرة إلى أضرار عضوية قد تكون قاتلة.
وأضاف أن الإرهاب الإداري لا يهدد فقط صحة العاملين، بل يُضعف كفاءة المؤسسات، ويشجع على الفساد، ويعوق التطوير، مؤكدًا أن أي مؤسسة تسودها هذه السلوكيات مصيرها الفشل أو الجمود.