أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن ربط السياسة الوطنية للابتكار المستدام بمحاور الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي يعد ضرورة لدعم الابتكار وريادة الأعمال وتعزيز التنمية المستدامة في مصر، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بربط البحث العلمي بالقطاعات الإنتاجية.
وأوضح الوزير أن إعداد السياسة الوطنية للابتكار المستدام تم من خلال لجنة متخصصة، قامت بتحليل واقع البحث العلمي في مصر، ومراجعة التجارب الدولية، ودراسة الفرص والتحديات، وصولًا إلى صياغة الوثيقة النهائية التي ترتكز على التكامل، التخصصات المتداخلة، الاتصال، المشاركة الفعالة، الاستدامة، والمرجعية الدولية.
تحالفات إقليمية لتعزيز الابتكار
في إطار محور التكامل، تم إنشاء تحالفات إقليمية بين الجامعات وقطاعات الصناعة، التجارة، السياحة، الزراعة، العمران، الصحة، والاتصالات، بهدف دعم الابتكار وريادة الأعمال في مجالات ذات نمو اقتصادي مرتفع، مما يسهم في خلق فرص عمل وبناء اقتصاد معرفي.
تعزيز التخصصات المتداخلة
وأشار عاشور إلى أن الوزارة تعمل على تطوير برامج التخصصات البينية في مجالات العلوم الإنسانية والطبيعية والتكنولوجيا، إلى جانب تدريب أعضاء هيئة التدريس على تصميم وتطوير مناهج عابرة للتخصصات لتعزيز التكامل بين المجالات العلمية المختلفة.
مبادرات لتعزيز الاتصال والانفتاح الدولي
وفيما يخص مبدأ الاتصال، أطلقت الوزارة عدة مبادرات بالتعاون مع الوزارات والجامعات والهيئات الدولية، من بينها برامج ابتعاث 1000 طالب إلى دول مثل الصين، أمريكا، كندا، واليابان، إلى جانب توفير 3280 منحة دولية من جهات مانحة كـ”جايكا” و”DAAD”، بما يعزز التبادل المعرفي ونقل الخبرات العالمية إلى مصر.
مشروعات تنموية تدعم الابتكار
وأكد الوزير أن السياسة الوطنية للابتكار المستدام تعزز المشاركة الفعالة من خلال مشروعات ريادية، مثل رالي السيارات الكهربائية بمدينة العلمين، والمزرعة البحثية النموذجية لتنمية منطقة المغرة بمطروح، إلى جانب مشروع “أرض الجامعات المصرية”، الذي يهدف إلى إنشاء أول وادي أعمال مصري للتكنولوجيا والعلوم الزراعية “إيست فالي” بالوادي الجديد، مما يسهم في دعم الاقتصاد الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي.
التوجه نحو الاستدامة والمرجعية الدولية
وأضاف عاشور أن الوزارة تركز على التخصصات المستقبلية كالذكاء الاصطناعي، الطب الجينومي، علوم الفضاء، الطاقة النووية، وإنترنت الأشياء، لضمان استدامة الابتكار. كما يعكس تصدر الجامعات المصرية لمراكز متقدمة في التصنيفات الدولية نجاح الربط بين السياسة الوطنية للابتكار المستدام والمرجعية الدولية، حيث جاءت القاهرة الكبرى ضمن أفضل 100 تجمع علمي وتكنولوجي عالميًا، وتصدرت مصر إفريقيا بوجود 11 تجمعًا علميًّا وتكنولوجيًّا، إضافة إلى إدراج أكثر من 1000 باحث مصري ضمن قائمة ستانفورد لأفضل 2% من علماء العالم.
واختتم الوزير تصريحه بالتأكيد على أن ربط الابتكار بالبحث العلمي يعزز تنافسية مصر إقليميًا ودوليًا، ويدعم تحقيق التنمية المستدامة وفق رؤية مصر 2030.