ليس ثمك شك في أن التسويق يلعب دورا شديد الأهمية في كافة القطاعات الاقتصادية والخدمة وحتي الإبداعية، وأيضا على صعيد الأفكار.
ويبدو التسويق في قطاع السياحة والآثار أمرا مهما وحساسا في نفس الوقت، وذلك لأنه أمام السائح العديد من الخيارات الجاذبه والدوافع المتباينة، الأمر الذي يسبب الحيرة والرغبة التي تدفعه لزيارة وجهة سياحية دون أخرى.. كما يساعد التسويق في تعزيز وعي الجمهور بالعلامة التجارية للوجهات أو المقاصد.
إن التسويق السياحي يعد أحد أهم العوامل في زيادة الموارد المالية للدولة، خاصة إذا تعددت مقاصدها لأنه يلعب دورا في تشجيع السياح على زيارة تلك الدولة وضخ المزيد من العملة الصعبة ودعم اقتصادها مع زيادة عدد الزائرين.
ومن منطلق أن المتحف الكبير يعد من أهم إنجازات مصر الحديثة؛ حيث تم إنشاؤه ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً، ويصبح الوِجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصري القديم، كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، فقد أصبح من الضروري بل والحمى أن يتم وضع استراتيجية وطنيه لتسويق هذا المنجز الهام لتكون منهاجاً للعمل بالتعاون بين وزارة السياحه والآثار والجهات المعنيه لتحقيق التسويق السياحى والإعلامي والثقافي والتاريخى المتكامل بغرض إستقطاب كل طبقات المجتمع المصرى وكل السائحين من الجنسيات المختلفة، بهدف التعرف على أخر وأحدث إنجازات الجمهورية المصرية الجديدة في قطاع السياحة والآثار، الأمر الذي يعزز مواكبة الجمهورية الجديدة لسوق السياحة العالمي، خاصة وأن المتحف يحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون والتي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، وكل ما كان موجداً بالسراديب ، فضلاً عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني
وتنطلق الاستراتيجية التسويقية من مجموعة عناصر وآليات باعتبار المتحف الكبير فرصة ذهبية لعرض كل الآثار التي كانت موجوده تحت السراديب، ووجود المتحف في تلك المنطقة التاريخية يمثل مسارا هاما لجذب المزيد من الاستثمارات في منطقه الاهرامات.
وتقوم الاستراتيجية التسويقية على أساس أن التروج للمتحف يعتبر ترويجا لمصر كمقصد سياحى آمن، كما يمكن أن يظهر المتحف للعالم مدى التنوع الثقافى والحضارى والسياحيه الذى تتمتع بها مصر .
وتتمثل آليات الاستراتيجية التسويقية في عدة مسارات منها إنتاج أفلام دعائية مترجمة بكل اللغات عن المتحف وتنفيذ رحلات توعوية مجانية للشخصيات المعروفة المؤثرة من الفنانين والرياضيين من الجنسيات المختلفة لمشاهدة المتحف، الأمر الذي يعتبر دعاية مجانية للدول الأجنبية
كما تقوم الاستراتيجية على ترويج السياحة الثقافية والتاريخية بإعتبارها من أهم أنماط السياحة عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي والصحف والمجلات السياحية العالمية والمحلية، بالإضافة إلى القنوات العربية والعالمية.
دعوة الشخصيات السياسية والرؤساء والملوك على مستوى لزيارة المتحف.
وتقوم الاستراتيجية أيضا على توقيع برتوكولات تعاون مع بعض وزارات السياحة العربية والأجنبية لجلب العديد من السائحين، بالإضافة إلى تشييد الفنادق بكافة تصنيفاتها حول المتحف.
وتتطلب الاستراتيجية تسليط الضوء علي السياحة الثقافية والتاريخية واستغلالها كأحد مصادر التنمية المستدامة السياحة، وتنظيم المؤتمرات والمعارض المختلفة داخل قاعات المتحف، علاوة على تنظيم برامج سياحية تناسب جميع المراحل العمرية وإنتاج أفلام دعائية تستعرض كافه التماثيل والآثار الموجوده بالمتحف تحت رعاية الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي ووزارة السياحة والآثار.
وبالإضافة إلى تطوير الخدمات السياحية المتواجدة بمنطقه الهرم، تتطلب الاستراتيجية التسويقية تقديم عروض سياحيه مخفضة شامل الطيران والإقامه والمزارات لتسهيل زيارة المتحف.
ومن خلال تفعيل تلك الاستراتيجية التسويقية للمتحف الكبير، يمكن للجمهورية الجديدة أن تروي قصة الحضارة القديمة بإفتتاح المتحف المصرى الكبير، باعتباره حدثا دوليا يكرس وضع مصر على الخارطة السياحية العالمية.
الخبير السياحي دكتور جابر عبد المسيح