في خضم الضغوط التي تمارسها الإدارة الأمريكية الجديدة لفرض أفكارها ونواياها بشأن مستقبل غزة والتهجير القسري ،
صدر عن مجموعة من المقررين
والخبراء المستقلين التابعين لمجلس حقوق الإنسان ومقره جنيف- بيان إدانة في 11 فبراير الجاري عبروا فيه عن رفضهم لمقترحات ترامب نقل الفلسطينيين والإستيلاء علي غزة ، وإعتبر البيان أن تصريحات ترامب تعد إنتهاكاً صارخاً من قوة كبري ولها عواقب وخيمة علي الاستقرار. كما يُقدر البيان أن التلميحات باستخدام القوة العسكرية – إذا لزم الأمر- من شأنها تشجيع Predator States الدول التوسعية
وتمثل هدماً للقواعد الأساسية للنظام الدولي الذي ساهمت الولايات المتحدة- كلاعب فاعل ومؤثر – في صياغته في أربعينات القرن المنصرم
ذكر البيان أيضاً أنه في حالة إهتمام الرئيس الأمريكي برفاهية الفلسطينيين ، فلعله من الأجدى أن توفر بلاده وقف إطلاق نار دائم وتعويض الفلسطينيين عن الأضرار التي لحقت بهم من الأسلحة والذخائر الأمريكية التي زودت بها إسرائيل. كما وجه البيان نداء للدول اللي بتهتم بحقوق الإنسان وسيادة القانون الدولي للوقوف بحزم أمام التهديدات غير القانونية التي أطلقها الرئيس الأمريكي
من جهة أخري، إتخذت ردود أفعال المجتمع الإسرائيلي علي أفكار ترامب عدة أشكال سواء مناصري الترانسفير أو مجموعة من الخبراء لديهم تحسبات من الأفكار ويطالبوا المناصرين بالتفكير الرصين وعدم الإنجرار وراء إحتفالات أحزاب اليمين ، ولعل أبرز تلك الآراء ما عبر عنه ‘ عاموس جلعاد’ في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت ، حيث يشير إلي أنه علي وقع الأنباء القادمة من واشنطن، فمن المهم مراجعة الذات ، ومن المهم التجرأ بالقول بأنه ليس هناك أي فرصة نجاح لخطة ترامب ، لأنّ مصر والأردن يعتبران القضية الفلسطينية تشكل خطراً من الدرجة الأولي علي الأمن القومي في كلا البلدين ، والمملكة الأردنية الهاشمية غير مستعدة بأي شكل من الأشكال أن تتجاوب مع الخطط التي تهدف لإقامة دولة فلسطينية بديلة علي حسابه ، ومصر تعتبر القضية الفلسطينية مسألة مركزية طوال هذه العقود ، ومنذ توقيع إتفاقية السلام
وإنتقل ‘جلعاد ‘ إلي ما وصفه بمعارضة التطبيع -الذي كان علي وشك إكتساب زخم نسبي مع السعودية – وذلك بسبب تحمس كل من رئيس الحكومة (نتنياهو) وجهات سياسية لتبني خطة ترامب ( نقل الفلسطينيين من غزة إلي دول مجاورة : مصر والأردن ، ودول بعيدة : ألبانيا وإندونيسيا ) ، وأكد علي أن من مصلحة إسرائيل المحافظة علي إتفاقيات السلام مع الدول العربية وتوسيعها إلي إتفاق مع السعودية
كما نشرت ‘ سيمدار بيري’ مقالاً في يديعوت أحرونوت ، تناولت فيه مقترحات ترامب المتعلقة بمصير سكان غزة ، والتي بدأ في طرحها بوتيرة سريعة منذ توليه منصبه ( من الواضح أن لم يكن لديه وقت للتفكير فيما داخل صندوق الشرق الأوسط فقير أن يفكر خارج هذا الصندوق المتشابك ) . في البداية، إقترح ترامب نقل سكان غزة إلي مصر والأردن ، ولكنه سرعان ما إصطدم برفض قاطع من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبد الله الثاني ، مما دفعه إلي البحث عن بدائل أخري ، فعندما قوبلت فكرة التهجير إلي مصر والأردن بالرفض، بدأ ترامب في طرح رؤية مختلفة لتحويل غزة إلي ‘ ريفييرا الشرق الأوسط ‘ ، مشيراً إلي أنه لن يسمح لسكان غزة بالعودة إلي القطاع ، وزاعماً أنهم سيحصلون علي منازل أفضل في أماكن أخري، وإختتمت مقالها بالإشارة إلي أن ترامب الذي يحاول تقديم مقترحات متتالية لمفضلة غزة – وفق رؤيته الخاصة – قد إصطدم بالواقع السياسي الإقليمي ، حيث يواجه رفضاً قوياً من مصر والأردن