بعد تداول خبر وإشاعة تعيين اللواء إسماعيل كمال محافظ أسوان في منصب جديد وهو رئيس جهاز التعبئة العامة والإحصاء، اندلعت العديد من المناقشات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بين التهاني والتقد من بعض النشطاء، والتي أثارت تساؤلات حول شخصية الرجل وأدائه، مما دفعنا للتفكير في خلفيات هذا التعيين ومدى تأثيره على المشهد الإداري في أسوان.
تعد شخصية اللواء إسماعيل كمال محافظ أسوان من الشخصيات التي تتمتع بحضور قوي، مع هدوء ملحوظ في اتخاذ القرارات، وهو بعيد عن الأضواء الإعلامية. يعتبر من أصحاب الفكر الأكاديمي الذي يعتمد على دراسات متعمقة للمواضيع قبل اتخاذ أي قرارات حاسمة. هذه السمات تشير إلى رجل يفضل العمل بصمت، دون السعي لتحقيق مكاسب شخصية من وراء منصبه.
أهمية التطهير الداخلي في ديوان عام المحافظة، إذا أردنا رؤية تغير حقيقي في المحافظة، لابد أن يبدأ هذا التغيير من داخل ديوان عام المحافظة. إن الإصلاح لا يتحقق من خلال تغيير الوجوه فقط، بل يجب أن يشمل تطهيراً شاملاً من أصحاب المصالح الضيقة الذين يعملون على تحقيق أهداف شخصية على حساب المصلحة العامة. هؤلاء المنتفعون غالباً ما يسهمون في إعاقة التقدم الفعلي، ويحولون دون تطبيق السياسات العامة التي من شأنها تحسين الأوضاع في المحافظة.
لا بد من إبعاد هؤلاء الذين يحاولون إفساد كل شىء وشغلهم الشاغل هو الاستفادة من المناصب لأغراض شخصية. وهذا لا يتطلب فقط تغيير الأشخاص في المناصب القيادية، بل يحتاج إلى تعزيز روح العمل الجماعي الذي يتفق مع المصلحة العامة، فهذا سيكون خطوة كبيرة نحو إحداث تغييرات إيجابية على ارض الواقع.
هناك دور كبير لقيادات المجتمع في تشكيل الرأي العام، إن أصحاب الرأي وقيادات المجتمع عليهم دور كبير في التأثير على الرأي العام، بحيث يكون هدفهم هو المصلحة العامة، وليس تحركات فردية تهدف لتحقيق مكاسب خاصة. في ظل وجود منصات التواصل الاجتماعي، من السهل أن تنتشر الأفكار السطحية أو القاصرة التي قد تؤثر سلباً على المجتمع وتوجهاته.
وبدلاً من بناء وجهات النظر بناءً على معلومات جزئية أو غير دقيقة، يجب أن يكون هناك تركيز على تحفيز الحوار الجاد والموضوعي الذي يخدم مصلحة الوطن. وليس استخدام منصات الفيس بوك كأداة لتوجيه الانتقادات دون النظر إلى المصلحة العامة قد يعمق الانقسامات بدلاً من تحقيق الإصلاح المنشود.
فإن مع تجارب المحافظين السابقين،فانه من المعروف أن غالبية المحافظين الذين تولوا مسؤولية أسوان كان لهم مواقف إنسانية بارزة لا يمكن نسيانها. بعضهم أظهر تفانياً في العمل وساهم في تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، إلا أن هناك بعض السلبيات التي لا يمكن إغفالها، والتي قد تكون ناجمة عن وجود تأثيرات من “رفاق السوء” الذين لا يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية، مما يؤدي في النهاية إلى تعطيل خطط التنمية.
ومن أجل مستقبل أفضل لمحافظة أسوان، يجب أن يكون هناك توافق بين الجميع، من المسؤولين إلى المواطن العادي، في إطار من الشفافية والإصلاح الحقيقي. إذا تم تطهير الجهاز الإداري للمحافظة من الأشخاص غير المؤهلين أو الانتهازيين الذين يسعون لأغراض شخصية، وإذا قام الجميع بالتركيز على المصلحة العامة فقط، فإننا حتماً سنرى تحسناً في الخدمات والظروف المعيشية للمواطنين.
إن المحافظة في حاجة إلى قادة يتسمون بالحكمة والموضوعية، وهذا ما يتمتع به اللواء إسماعيل كمال، فعلي الجميع يتكاتف من اجل دعمه من مختلف فئات المجتمع، خاصة في ظل التحديات الحالية، فإن التغيير في الافكار اولا ثم القرارات ثانيا سيكون حتماً في الاتجاه الصحيح.