قال الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، أنه على الرغم من أن فكرة نظام البكالوريا تعتبر ممتازة كنظام تعليمي وستخفف بشكل كبير من الضغوط الواقعة على الطلاب من خلال تقليل عدد المواد، ومن المتوقع في حالة التوافق المجتمعي على نظام البكالوريا أن يكون من أفضل أنظمة الثانوية العامة في تاريخ مصر، إلا أنه يواجه بمجموعة من التحديات لا بد من التفكير فيها وحلها بشكل جذرى حتى نضمن نجاح ذلك النظام الرائع وتشمل:
الاستعجال غير المبرر في التطبيق من أول السنة القادمة، رغم أن إعادة الهيكلة لم يمر عليها سوى ٤ أشهر فقط، بينما لا بد من أجل تقييم أي نظام تعليمي مرور ٣ سنوات أن لم تكن ٥ سنوات عليه لمعرفة مزاياه وعيوبه.
التطبيق الفوري لنظام البكالوريا سيحدث ربكة للطلاب الذين سيطبق عليهم في العام القادم لأن هؤلاء الطلاب هم من تلقوا المناهج القديمة ومن ثم من الصعب عليهم التكيف مع المناهج الجديدة المطورة، وخاصة انها كلها مناهج مستوى رفيع متقدمة لم يتم إعدادهم لها.
تحدى اختيار الطالب المسار الذى يتوافق مع قدراته رغم أنه لم يدرس من قبل مواد تحدد هذه القدرات، على أي أساس يختار الطالب شعبة الأعمال رغم انه لم يدرس الاقتصاد أو المحاسبة أو إدارة الأعمال من قبل.
تحدى توفير معلمين لمواد مسار الأعمال والتى تتضمن المحاسبة وإدارة الاعمال، لأن مثل هذه المواد خاصة بمعلمي الثانوي التجاري ولا تعدهم كليات التربية، ومن ثم من المتوقع حدوث عجز كبير فيهم.
تحدى توفير معلمي البرمجة والتى تختلف عن الحاسب الآلى وذلك لانهم لا بد أن يكونوا خريجي كليبات الذكاء الاصطناعي أو الحاسبات والمعلومات ومثل هؤلاء من المستحيل أن يعملوا في التربية والتعليم ومن ثم من المتوقع حدوث عجز فيهم.
تحدى مواد المستوى الرفيع في المواد المختلفة وخاصة أن مثل تلك المواد تحتاج إلى إعداد الطلاب في المستويات العادية منها، فكيف سيحصل الطالب مادة الاقتصاد في المستوى الرفيع دون أن يأخذ الاقتصاد في المستوى الأساسي؟ وكذلك باقي المقررات، وهنا من المتوقع حدوث فجوات معرفية في فهم الطلاب لها وسيواجهون صعوبات في استيعابها.
تحدى دراسة بعض المواد لمدة سنة واحدة فقط مثل الجغرافيا أو الاقتصاد ، أو دراسة بعض المواد بشكل غير مستمر متقطع مثل التربية الدينية.
تحدى وجود مواد خارج المجموع مثل اللغة الأجنبية الثانية في الصف الأول ومن ثم من المحتمل أن يهمل الطالب مذاكرتها، ثم تصبح داخل المجموع في الصف الثانى الثانوى واختيارية ومن ثم فقد يحجم عنها كثير من الطلاب لعدم تاسيسهم فيها.
نظام البكالوريا
تحدى وجود مواد قد لا تكون متصلة بطبيعة المسار، فمثلا في مسار الطب وعلوم الحياة في السنة الثانية من الأولوية أن يدرس الطالب مواد الأحياء والكيمياء في المستوى العادي، بدلا من الفيزياء والرياضيات قبل أن يدرسها في المستوى المتقدم في الصف الثالث الثانوي.
تحدى إجبار الطالب على الاختيار بين مواد ليست لها علاقة ببعضها البعض ، ما معنى أن يختار الطالب بين علم النفس واللغة الأجنبية الثانية؟
تحدى عقد امتحانات في أربعة شهور من العام الدراسي في نظام البكالويا، رغم عدم قدرة الوزارة على توفير أماكن أو معلمين أو واضعى امتحانات لديهم القدرة على وضع امتحانات خالية من الأخطاء الامتحانات التي تعقد مرة واحدة في العام فما بالنا بعقدها ٤ مرات في العام؟ ومن ثم من المتوقع زيادة الأخطاء، وكذلك السيطرة على الغش والتسريبات.
نظام البكالوريا وتطوير التعليم
تحدى إدخال مادة الدين في المجموع رغم اختلاف امتحانها ومن ثم لا بد أن تكون خارج المجموع، فضلا عن مساواتها في الدرجات مع مواد أساسية بل وفي مستوى رفيع مثل الأحياء والكيمياء والرياضيات والفيزياء والجغرافيا.
تحدى كسر تسلسل تطوير المناهج في نظام البكالوريا لأن تطبيق هذا النظام من العام القادم يعنى تطوير المناهج حتى الصف الثانى الاعدادى، ثم ترك الصف الثالث الاعدادى بلا تطوير ثم تطوير مناهج الصف الأول أو الثانى الثانوى والافضل التسلسل في التطوير.
تحدى وجود التربية الدينية كمادة أساسية وليس اللغة العربية في الصف الثالث الثانوي.
كل التحديات السابقة لا بد من الالتفات اليها جيدا حتى يمكن نجاح هذا النظام الذي أؤيده تماما