أن الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الأعاقة يُنمي ويعزز الوعي بقضايا الإعاقة في جميع أنحاء العالم ، ويُعد هذا اليوم فرصة للتعريف بالصعاب والتحديات التي يواجها أبنائنا، مع التأكيد على أهمية ضمان مشاركتهم الفعالة والمتساوية في بناء المجتمع ، كما يهدف إلى تشجيع الحكومات والمجتمعات وأصحاب القرار على اتخاذ خطوات إيجابية وفاعلة لتوفير بيئة شاملة تدعم حقوقهم، خصوصاً في التعليم والتدريب و العمل و الرعاية الصحية والاجتماعية بالتساوي مع باقي افراد المجتمع.
قالت ذلك السيدة سامية بديع مؤسس و رئيس مركز دعم الأشخاص ذوي الإعاقة بالجامعة الألمانية بالقاهرة و مؤسس وعضو مجلس إدارة جمعية بر الأمان لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة في مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي لإعاقة والذي نُظم بالتنسيق مع وحدة دعم ذوي الإعاقة التابع لمركز خدمة المجتمع بالجامعة وبالتعاون مع الجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد ، مشيرة إلى إن تلك الإحتفالية تؤكد إستمرار وحدة دعم ذوي الإعاقة في التعاون والتواصل مع العديد من الجمعيات والمؤسسات الاهلية المتخصصة في مجال الاعاقات الحركية والذهنية في الأستفادة من منح التدريب المقدمة داخل حرم الجامعة وإتاحة الفرص لتبادل الخبرات بينهم في إطار من التكامل والمشاركة .
ولفتت في كلمتها إلى إلتزام المجتمع الدولي بضمان حقوق الأشخاص ذوي الأعاقة مع توفير الفرص التي تمكنهم من ممارسة حياتهم اليومية بكل حرية واستقلالية، وبالشكل الذي يتناسب مع إمكانياتهم ، و الدعوة لتغيير النظرة المجتمعية وتعزيز الشمولية في مختلف المجالات ، هى مهمة ليست بالسهلة بل تتطلب جهد ومثابرة في تذليل العقبات ومواجهة التحديات التي قد تعوق فرص هذا الدمج ، و هذه كانت أمنيتي عندما عرضت على مجلس أمناء الجامعة فكرة إنشاء وحدة دعم ذوي الإعاقة داخل الجامعة الالمانية التي تقوم على أسس علمية وخبرات عملية في مجال التدريب والتأهيل لابنائنا تمهيداً للدمج المجتمعى المستدام، وإيماناً واقتناعاً من مجلس أمناء الجامعة بالفكرة تمت الموافقة على تأسيس وحدة الدعم عام (2009) والتي شٌرفت برئاستها ، و ذلك تأكيداً للدور الريادي المتميز للجامعة الالمانية بالقاهرة، و إضافة جديدة لمشاركتها المجتمعية أصبحت وحدة الدعم ضمن مركز خدمة المجتمع كياناً متميزاً من كيانات الجامعة التي تقدم الخدمات المستدامة المتميزة كنموذج فريد و رائد داخل مؤسسات المجتمع المصرى والتي تعمل على تقديم منح تدريبية للمؤسسات و الجمعيات العاملة في المجال بالشكل الذي يتيح من خلاله الفرصة للشباب من ذوى الإعاقة لتلقى التدريب والتأهيل داخل بيئات عمل مفتوحة ومتميزة تحقق لهم الدمج المجتمعي الحقيقي والفعلي مع كافة شرائح المجتمع والمُمثلة في مجتمع الجامعة ، إضافة الى العمل على تدريب كوادر فنية مؤهلة ومدربة في التعامل مع أبنائنا من فئة الشباب في مجال التدريب والتأهيل المهنى.
وتابعت بديع نرى جلياً الاثر الايجابي الكبير على أبنائنا حيث أصبحوا أكثر تهيئة إجتماعياً وسلوكياً ومهنياً وأصبح لديهم القدرة والكفاءة الاجتماعية والمهنية والقدرة على التواصل بما يتيح لهم الاندماج و المشاركة في المجتمع وبنفس القدر نجح في تعريف مجتمع الجامعة بقدرات ابناؤهم و اخواتهم ذوي الأعاقة مع تغيير التعأمل من التعاطف والمساندة الى التفاعل والتعاون والمشاركة والتي تمت من خلال الممارسات اليومية والمتكررة في مجالات عمل وتعاون مفتوحة و متنوعة داخل حرم الجامعة، حيث ظهرت قدراتهم على العمل والانتاج والتفاعل و الاندماج وكذلك من خلال مبادرات تعاون ناجحة مع الكليات العملية المختلفة بالجامعة شارك فيها طلاب الكليات بالتصميمات المختلفة والافكار المبتكرة وشارك طلاب المركز بالتطبيق العملى والتنفيذ داخل ورش وأقسام التدريب بالمركز حتى أصبح شباب مركز الدعم جزء من نسيج مجتمع الجامعة الالمانية.
ومن جانبه ، شارك الدكتور ياسر حجازى رئيس الجامعة الألمانية بالقاهرة في فاعليات أعمال الإحتفالية ، معبراً عن فخره واعتزازه بإقامة هذا الحدث الذي يتم الإحتفال به عالمياً ، داخل حرم الجامعة التي أخذت على عاتقها المبادرة لتبنى المسؤولية المجتمعية للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وتحديداً فهم دورها تجاههم، و إدراکها لاحتياجاتهم والاهتمام بتخفيف مشکلاتهم، والعمل على إشراكهم في الأنشطة المختلفة واشباع احتياجاتهم الفردية ؛ وإيجاد الفرص الاجتماعية التي تمنحهم التفاعل معاً في بيئة داعمة لهم ، فالجامعة تندرج ضمن منظومة الدولة القائمة على توفير البنية التحتية المهيئة لإكسابهم الفرص المتساوية التي تقودهم للدمج داخل المجتمع وهذا هو هدفنا الأساسى كجامعة المانية ان يشعر الجميع انهم سواسية في الفرص ، كما نؤكد دوما علي مسؤليتها و دعمها والتزامها تجاه القضايا الهامة منها المساواة والدعم و الدمج لذوي الاحتياجات الخاصة ، مضيفاً بأننا جزء من الدولة نعيش مشاكلها ً والتحديات التي تواجها ونشتـرك جميـعاً في هذه المسؤوليـة لنسهم بفاعلية في وضع الحلول للكثير من القضايا الملـحة،ومنها أهمية إدماج قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة كجزء لا يتجزأ من استراتيجيات التنمية المستدامة.
ومن جانبها قالت الدكتوة مها الهلالي المستشار الفني لوزيرة التضامن الاجتماعي لشؤون الإعاقة والتأهيل، أن الأشخاص ذوي الإعاقة يشكلون 16% من سكان العالم وفقا لمنظمة الصحة العالمية ، لذا فالاحتفال باليوم العالمي للإعاقة ليس مجرد احتفالية، بل دعوة للعمل من أجل تعزيز الوعي بأهمية إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع وتوفير بيئات ملائمة لهم ، وهو ما نراه جلياً في الجامعة الألمانية من دمج طلاب ذوي الإحتياجات الخاصة وسط طلاب الجامعة بجانب دعم أعضاء هيئة التدريس لهم و إعداد الجامعة البيئة المناسبة لهم، مؤكدة أن الدولة أعطت اهتمامًا بالغًا لملف الإعاقة منها على سبيل المثال لا الحصر توقيع مصر على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في عام 2007، والتصديق عليها في عام 2008، كما أعلن السيد عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بأن عام 2018 عامًا للأشخاص ذوي الإعاقة ، وتم إصدر القانون المعنى بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ، و اللائحة التنفيذية له في العام ذاته ، مشيرة إلى أن التكنولوجيا و الأبتكارات يمكن ان يكونا أدوات فاعلة في تعزيز حقوق ذوي الإعاقة وتحسين جودة حياتهم ورفع قدراتهم ، مشددة على أهمية التمسك بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة كجزء أساسي من حقوق الإنسان والتنمية المستدامة .
تجدر الإشارة أن تلك الإحتفالية أقيمت بالجامعة الألمانية بالقاهرة تحت شعار “الحلول التحويلية للتنمية الشاملة .. دور الابتكار في تأجيج عالم منصف ومتاح” وجاءت برعاية وزارة التضامن الاجتماعي ومشاركة عدد من الجمعيات الرائدة في مجال دعم الإشخاص ذوي الإعاقة منهم مركز التقدم، مركز دعم المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة بالجامعة الألمانية، جمعية بر الأمان، مؤسسة الفرسان، جمعية هابي ورلد، وجمعية هوب أكاديمي ، حيث تضمنت أجندة فاعليات اليوم تنظيم ماراثون سير بجانب عدد من الانشطة الموسيقية التي قدمها عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة تحت إشراف الدكتورة عهود خضر مدير الأكاديمية الموسيقية بالجامعة ، بجانب تنظيم عدد من الأنشطة الرياضية .
وعلى هامش فاعليات اليوم تم مشاركة 2 من ذوي الهمم الذين لم يعرفوا المستحيل ولم يمنعهم شئ من تحقيق نجاحاتهم قاموا بسرد قصصهم للحضور وهم يمنى اليماني التي تعرضت لحادث في عمر ال 18 عام و استطاعت بعزيمتها ان تتحدي اعاقتها و تحتل منصب هام في احدى الشركات العالمية و تكون أول مصرية علي كرسي متحرك تخوض تجربة قفز المظلات حيث اشارت في كلمتها انها عندما كانت تبحث عن جامعة بمصر لتلتحق بها بعد اصابتها لم تجد سوى جامعتين كانت احداهما الجامعة الألمانية بالقاهرة التي تهتم و تراعي في منشئاتها ومرافقها توفير الأتاحة و التمكين لذوي الاعاقات الحركية ، بجانب مشاركة السباح زياد كحيل لاعب منتخب مصر للسباحة البارالمبية ، أحتل المركز السابع في منافسات الدورة البارالمبية بباريس في نهائي سباق 100 متر .
شهدت الاحتفالية حضور المهندس عبدالفتاح منصور نائب رئيس مجلس أمناء الجامعة و أعضاء هيئة تدريس الجامعة و الطلاب و مسؤلي الجمعيات و شخصيات وقامات علمية ساهمت فى مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة منهم الدكتور اشرف مرعي الأستاذ بجامعة حلوان و المشرف العام السابق على المجلس القومي لشئون الإعاقة و الدكتورة نادية أديب أستشاري في مجال الإعاقة محلياً ودولياً.