استقبل محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى نظيره الدكتور أحمد خليفة عمر كرار وزير التربية والتعليم بجمهورية السودان، بحضور السفير فريق أول عماد الدين مصطفي عدوي سفير جمهورية السودان في مصر؛ وذلك لبحث أوجه التعاون بين البلدين، والاستفادة من الخبرات المصرية فى مجال التعليم قبل الجامعى.
ومن جانب الوزارة، حضر الدكتور أيمن بهاء الدين نائب الوزير، واللواء مهندس يسري سالم مساعد الوزير لشئون الأبنية التعليمية والأستاذة شیرین حمدی مستشار الوزير للعلاقات الدولية والاتفاقيات، والأستاذة رانده صلاح مدير العلاقات الثقافية والوافدين.
وأكد السيد الوزير محمد عبد اللطيف، على عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين مصر والسودان، مشيرا إلى أن مصر والسودان تربطهما علاقات وطيدة في مختلف المجالات وفي مقدمتها مجال التعليم وتبادل الخبرات والبعثات التعليمية.
كما أكد الوزير حرص الدولة المصرية على دعم السودان الشقيق، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها، وتوفير كافة سبل الدعم للطلاب السودانيين الدارسين فى المدارس المصرية.
ومن جانبه أشاد الدكتور أحمد خليفة وزير التربية والتعليم بجمهورية السودان، بدور مصر ودعمها للسودان في شتى المجالات، وخاصة في مجال التعليم قبل الجامعى، مثمنًا موقف مصر في استقبال المواطنين السودانيين القادمين من السودان بسبب الأزمة الراهنة، والمعاملة الحسنة لهم.
وتناول اللقاء التنسيق، لإعادة فتح مدرسة الصداقة السودانية بمقرها الحالي بمحافظة الجيزة بصورة مؤقتة للعام الدراسي الحالي ۲۰۲٥/٢٠٢٤ فقط، فضلا عن إعداد تقييم فني وهندسي لمقر المدرسة من قبل هيئة الأبنية التعليمية.
كما تم التوافق على عقد امتحانات الثانوية السودانية نهاية شهر ديسمبر من عام ٢٠٢٤ بالمدارس المصرية، وفقاً لما حددته الوزارة بشأن التوزيع الجغرافي لتلك المدارس، وموافاة الجانب السودانى بأعداد الطلاب السودانيين المتقدمين لأداء الامتحانات، وتوزيعهم الجغرافى، مع ضرورة إنهاء تلك الإجراءات من قبل الجهات المعنية المصرية.
كما رحب السيد الوزير محمد عبد اللطيف بطلب الجانب السوداني الاستعانة بالخبرات المصرية فى برامج تدريب المعلمين وتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لتأهيل المعلمين ورفع كفاءتهم وبناء قدرتهم فى مجال التخطيط التربوى والتعليم فى ظل الطوارئ، بالإضافة إلى الاستفادة أيضا من خبرات الوزارة فى مجال التحول الرقمي.
وفي ختام اللقاء، أكد السيد الوزير محمد عبد اللطيف مواصلة الوزارة كافة جهودها لتيسير الإجراءات اللازمة للطلاب السودانيين في مصر.
على صغيد أخر شارك محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى ،اليوم، عبر تقنية الفيديو كونفرنس، فى منتدى “أصدقاء التعليم” الذي تنظمه الشراكة العالمية للتعليم “GPE” تحت عنوان “نظام التعليم على النمط الياباني والآفاق المستقبلية لمؤتمر طوكيو الدولي التاسع للتنمية في أفريقيا: التعلم من تجربة مصر”.
جاء ذلك بمشاركة أعضاء الشراكة العالمية من أجل التعليم (GPE)، وأعضاء البرلمان الياباني، وممثلي الوكالة اليابانية للتعاون الدولي(جايكا)، والدكتور هاني هلال الأمين العام للشراكة المصرية للتعليم، والأستاذة نيفين حمودة مستشار الوزير لشؤون العلاقات الاستراتيجية والمشرف على المدارس المصرية اليابانية.
وفى مستهل اللقاء، أعرب الوزير محمد عبد اللطيف عن سعادته لمشاركته منتدى أصدقاء التعليم، مشيرًا إلى أن حديثه اليوم ليس فقط لمناقشة النجاحات المشتركة بين مصر واليابان في مجال التعليم، ولكن أيضًا الحديث حول الرؤية التحويلية التي توجه الجهود في تطوير التعليم.
كما أعرب الوزير عن خالص امتنانه لحكومة اليابان والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) على دعمهما المستمر للنهوض بالعملية التعليمية في مصر، مؤكدًا أن التزامهم ساهم في تعزيز الشراكة بين البلدين وكان له تأثير كبير على تطوير التعليم في مصر.
وقال الوزير: “إن التعليم هو حجر الزاوية في التنمية الوطنية والتقدم العالمي”، مشيرًا إلى أن مصر تعمل على تحقيق رؤيتها 2030، وتدرك أن إصلاح التعليم ليس خيارًا بل ضرورة.
وأوضح الوزير أن استراتيجية الوزارة تتبنى نماذج تعليمية شاملة تعمل على إعداد الطلاب، ليس فقط للوظائف ولكن للحياة في عالم مترابط ومعقد بشكل متزايد، ولهذا السبب تبنت الوزارة نظام التعليم على النمط الياباني، وهو نموذج يتجاوز حدود التعلم التقليدي القائم على المعرف ويعمل على التركيز على تنمية الشخصية والمسؤولية والقيم، مشيرًا إلى أن هذا النمط التعليمي يتماشى تمامًا مع تطلعات مصر لتنمية قادة المستقبل الذين يتميزون بالابتكار والقيم الأخلاقية، ويتمثل جوهر هذا النهج في مفهوم “التوكاتسو”، الذي يجسد روح التعليم الشامل.
وتابع الوزير أنه من خلال إنشاء المدارس المصرية اليابانية، التي يصل عددها الآن إلى 55 مدرسة في مختلف أنحاء الجمهورية، فقد شهدنا قوة هذا النموذج في تحويل التعليم، حيث أصبحت هذه المدارس بمثابة نموذج للتميز، وإعادة تشكيل ممارسات إدارة المدارس، وإثراء العلاقة بين الطلاب والمعلمين، ورعاية الطلاب أصحاب المهارات وإعدادهم للقيادة.
ونوه الوزير عن أن مبادرة المدارس المصرية اليابانية ليست مجرد علامة فارقة؛ بل هي مخطط للمستقبل، مضيفًا إلى أننا نستهدف التوسع في هذا البرنامج، للوصول إلى أكثر من 100 مدرسة مصرية يابانية؛ حتى يتمكن كل طفل في مصر، بغض النظر عن مكان إقامته، من الاستفادة من هذا النموذج الاستثنائي.
وأكد الوزير أن الوزارة تطمح لدمج مبادئ “التوكاتسو” والتعليم على النمط الياباني في كل مدرسة حكومية في مصر، مما يخلق نظامًا موحدًا للتميز يخدم جميع المجتمعات، موضحًا أن تحقيق هذه الرؤية سوف يتطلب شراكات قوية ومستدامة، والتعاون بين مصر واليابان هو دليل على ما يمكن تحقيقه عندما تتحد دولتان تحت هدف مشترك.
ودعا وزير التربية والتعليم الشركاء من الحكومة والوكالة اليابانية للتعاون الدولي إلى مزيد من الدعم للعملية التعليمية في مصر والارتقاء بهذه المبادرة إلى آفاق جديدة، قائلًا: “بالعمل معًا، يمكننا أن ننشئ نموذجًا مستمرًا للتعليم الجيد، ليس فقط لمصر، بل كنموذج للقارة الأفريقية بأكملها، فالتعليم يعد بمثابة جسر بين الثقافات، ووسيلة للتفاهم، وأساسًا للابتكار، وأنه من خلال الجمع بين نقاط القوة في فلسفة التعليم اليابانية ورؤية مصر للتطوير فإننا نعمل على بناء أسس مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا”، مشيرا إلى ضرورة استغلال هذه الفرصة للتأكيد على الالتزام المشترك بالتعليم الجيد، وتنمية الشخصية، والمواطنة العالمية.
والجدير بالذكر أن منتدى أصدقاء التعليم يهدف إلى تعزيز الشراكات حيث يجمع المنتدى بين الحكومات، والجهات المانحة، والمنظمات الدولية، والقطاع الخاص لدعم خطط التعليم الوطنية، وكذلك مشاركة المعرفة من خلال تبادل الخبرات وأفضل الممارسات لتطوير التعليم على المستويات المحلية والعالمية.
وترجع أهمية هذا المنتدى إلى كونه فرصة للتركيز على التحديات التي تواجه التعليم، مثل نقص التمويل، والفجوات التكنولوجية، وعدم المساواة، وذلك من خلال تعزيز التعاون الدولي لتحقيق تأثير إيجابي ومستدام.
كما يهدف المنتدى إلى زيادة التمويل بتشجيع المزيد من الاستثمارات في التعليم لدعم الدول التي تحتاج إلى موارد لتطوير أنظمتها التعليمية، بالإضافة إلى تعزيز التعليم الشامل من خلال التركيز على تحقيق أهداف التعليم للجميع، وضمان العدالة والشمولية في الحصول على التعليم.