حصلت الباحثة مروة القرني الزهري عبدالعال على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف مع التوصية بطباعتها وتبادلها مع الجامعات، عن دراسة تحليلية وميدانية بعنوان «آليات التحقق من المحتوى الزائف وعلاقته بالأداء المهني والأخلاقي في المنصات الرقمية».
وذلك تحت إشراف الدكتور شريف درويش اللبان، أستاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والدكتور هاني إبراهيم السمان، مدرس الصحافة وتكنولوجيا الاتصال بكلية الآداب جامعة سوهاج، كما تكونت لجنة المناقشة من الدكتورة عزة عبدالعزيز عثمان، أستاذ الصحافة بكلية الآداب جامعة القاهرة، الدكتورة سلوى أبو العلا الشريف، أستاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال ورئيس قسم الصحافة بكلية الآداب جامعة المنيا.
تهدف الدراسة في شقها التحليلي إلى الكشف عن مدى تحقيق المعايير المهنية والأخلاقية بالمواقع الإلكترونية محل الدراسة، الكشف عن الأخطاء والتجاوزات المهنية في المواقع الإلكترونية محل الدراسة، المقارنة بين المواقع الإلكترونية الأكثر استخدامًا لتقنيات التحقق والأقل استخدامًا لتلك التقنيات من حيث الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية.
تهدف الدراسة في شقها الميداني إلى الكشف عن تأثير استخدام القائم بالاتصال للمنصات الرقمية في العمل الصحفي، رصد وتحليل وتفسير تأثير استخدام تقنيات التحقق الرقمية على الأداء المهني للقائم بالاتصال، رصد وتحليل تفسير تأثير استخدام تقنيات التحقق الرقمية على الالتزام بالضوابط والمعايير الأخلاقية للقائم بالاتصال.
المحتوى الزائف في المنصات الرقمية.. رسالة دكتوراه مع مرتبة الشرف
وجاءت أبرز نتائج الدراسة على النحو التالي:
توصلت الدراسة إلى استحواذ المنصات الرقمية على القائم بالاتصال كما توضح هذه النتيجة كثافة استخدام القائمين بالاتصال للمنصات الرقمية بشكل يومي. كما أن هذه النتيجة تتناسب مع الزيادة المطردة لاستخدام المنصات الرقمية بشكل عام ومن ثم تعد نتيجة طبيعية لاعتماد القائم بالاتصال على هذه المنصات؛ سواء كان ذلك باعتبار أن هذه المنصات تستحوذ على اهتمام الجمهور، أو من خلال طبيعة عمل القائم بالاتصال والتي تستوجب عليه الإلمام بوسائل الإعلام الجديدة، والتي قد تكون من العوامل المساعدة في بيئة العمل الصحفي.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى تنوع كثافة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للتحقق من المحتوى قبل النشر ومن التقنيات الأكثر استخدامًا تمثلت في ارتفاع معدل استخدام تقنية البحث العكسي عن الصور في جوجل Google Image Reverse Search” نسبيًا مقارنة بغيرها من التقنيات الأخرى، وجاء معدل استخدام بعض التقنيات معتدلاً إلى حد ما مثل تقنية البحث في تويتر (اكس) Twitter (X) Search”، ثم “خرائط جوجل” “YouTube Data Viewer” “ثم تقنية عارض بيانات اليوتيوب ، “Google Map” ثم تطبيق “جوجل ايرث Google Earth”. ولعل هذه النتيجة تشير بوضوح إلى رغبة القائمين بالاتصال عينة الدراسة في استخدام مثل هذه التقنيات، مما يوضح تطلعهم إلى تحقيق مستوى أفضل في تقديم المحتوى الإخباري، وهو ما يؤكد على ضرورة السعي نحو تحقيق الاستفادة المثلى من هذه التقنيات التي من شأنها المساهمة في تطوير المحتوى الإخباري بشكل كبير .
كما توصلت الدراسة إلى انخفاض معدل استخدام تقنيات أخرى مثل أداة التحقق الجنائية من الصور Forensically Image Verification Tool” ، و “كاشف الصور المزيفة” “Official Media Bias “ثم تقنية ،”Tin Eye” ثم تقنية “Fake Image Detector” ثم تقنية ، “Yandex” “ومحرك “ياندكس ، “Fact Mata” وتطبيق ،”Fact Check” “Rev Eye”، وتقنية “Watch Frame by Frame” و تقنية “الباحث الشخصي” ثم تقنية “InVid” وتطبيق “Google Street View ثم تقنية “Person Finder” المتخصص في البحث “Any Who” بالإضافة إلى موقع ، “EXIF Data Viewer” عن الأفراد.
ويمكن تفسير هذه النتيجة بأن هذه التقنيات مكلفة جداً واستخدامها يتطلب ميزانيات ضخمة لا تتناسب مع الوضع المالي للمؤسسات الصحفية المصرية هذا إلى جانب الحاجة إلى التدريب الطويل والمكثف للقائمين بالاتصال لإتقان توظيف تلك التقنيات والاستفادة منها بالشكل الأمثل كونها أحد المستحدثات التكنولوجية في المجال الصحفي في المؤسسات الصحفية العربية وخاصة المصرية. أظهرت نتائج الدراسة وجود قدر من الوعي والمعرفة لدى الصحفيين المتخصصين بمستقبل توظيف واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للتحقق من المحتوى الزائف غير أنهم أشاروا إلى تراجع اهتمام مؤسساتهم الصحفية بتوفير الإمكانيات المادية والتكنولوجية بالقدر الكاف والذي يضمن لهم استخدام كل التقنيات.
توصلت نتائج الدراسة إلى أن تأثير استخدام القائمين بالاتصال لتقنيات التحقق الرقمية على الالتزام بالمعايير الأخلاقية للنشر جاء أعلى قليلاً من تأثير هذه التقنيات على الأداء المهني. توصلت الدراسة إلى اتفاق آراء جميع القيادات الصحفية حول أن بالفعل تقنيات الذكاء الاصطناعي للتحقق ساهمت وساعدت بشكل كبير في التحقق من المحتوى والمعلومات المغلوطة خاصة عند حدوث مثل تلك الازمات مثل أزمة كوفيد 19 والعدوان على غزة وغيرها من الأحداث والقضايا، بالإضافة إلى أن تقنيات التحقق الرقمية ساهمت بالفعل وبشكل كبير جداً في دعم مصداقية الموقع ومصداقية المحتوى، واعادة مرة أخرى المسار المهني والأخلاقي للتمسك ببعض المعايير.
توصلت الدراسة إلى أن هناك مجموعة من القيود التي تشكل عائق في الاستعانة تقنيات التحقق من المحتوى الزائف داخل غرف الأخبار المصرية تتمثل في قيود تقنية حيث أن أغلب التطبيقات أو التقنيات تكون باشتراك مما يمثل عائق ، إضافة إلى أن أغلب التطبيقات تكون باللغة الإنجليزية ولا تكون داعمة للغة العربية، بالإضافة إلى غياب الداتا والاحصائيات الصحيحة وعدم تحديثها باستمرار في كل قطاع من القطاعات في مصر كما أن التطور السريع والمتلاحق في استخدام تلك التقنيات يمثل تحديا فنيا لغرف الأخبار المصرية مما يجعل من مواكبة هذا التطور أمرًا ليس سهلاً.