مع تقدم عملية فرز الأصوات، ظهرت عدة معطيات ترجح فوز ترامب من الجولة الأولى، بالأخص تقدمه في عددٍ من الولايات المتأرجحة التي تحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية، حيث كان فوز الرئيس السابق في ولايات جورجيا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا واقترابه من حسم “ويسكونسن ” بمثابة إعلان شبه رسمي لحصول ترامب على منصب الرئاسة.
وفي السياق ذاته،تأتي سيطرة الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ (51 مقعد مقابل 42 للديموقراطيين حتى الآن)، بالتزامن مع تقدم جمهوري (200 مقعد) مقابل (172 مقعد ) للديموقراطيين في مجلس النواب، ليعكس سيطرة الجمهوريين على غرفتي البرلمان الأمريكي، وهو ما عبر عنه دونالد ترامب بقوله ‘ سنحتفل بالسيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب’ .
هذا ، ومن أبرز التصريحات التي تواكبت مع بدء فرز الأصوات، ما أشار إليه الرئيس الأسبق “أوباما” عبر منصة “إكس” بأن فرز بطاقات الاقتراع في 2020 استغرق عدة أيام، لذا فإن اعلان النتيجة الليلة ليس مرجحاً إلى حد بعيد، ومع ذلك فإن ترامب قد أصدر تصريحاً يشير إلى أنه حقق فوزاً سياسياً لم تصادفه الولايات المتحدة من قبل، وأنه فاز في التصويت الشعبي والولايات المتأرجحة.
ولعل التنويه الذي صدر في ٦ الجاري عن وكالة فوكس نيوز ( الساعة ١١ صباحاً بتوقيت القاهرة ) حول توقعاتها بفوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة كان مشجعاً علي إصدار إشارات شبه رسمية بأن ترامب حصل على ٢٧٦ صوتاً في المجمع الإنتخابي
وفي حين بدأ تدفق بيانات التهنئة وحرصت الدول الشريكة للولايات المتحدة وبصفة خاصة تلك التي لديها روابط صداقة وتنسيق مع ترامب على تقديم التهنئة لترامب، فالبيان الصادر عن الخارجية الصينية يثير عدة أسئلة حول مستقبل العلاقة بين الجانبين وأُطُر التنافس بينهما، حيث أشار البيان -تعليقاً على فوز ترامب -بأن بكين تأمل في التعايش السلمي مع أمريكا، أخذاً في الاعتبار أن وكالة رويترز قد أشارت في تقرير لها قبل بدء عملية التصويت إلى توجس بكين من الرسوم الجمركية التي يقترحها ترامب وأنها تعطل سلاسل التوريد.
ورداً علي الإدعاءات بأن موسكو تتدخل في توجيه عملية التصويت لترجيح كفة ترامب ، أكدت السفارة الروسية في واشنطن في بيان صحفي أن هذه الادعاءات مجرد “كذبة أخرى”، مضيفة أنها لم تتلقَّ من المسؤولين الأمريكيين أي أدلة تثبت صحة هذه القصة التي يتم الترويج لها في وسائل الإعلام. كما أضاف البيان أن كل التلميحات حول “المؤامرات الروسية” هي افتراءات، تم اختراعها للاستخدام في الإستقطاب السياسي الداخلي الدائر بالولايات المتحدة، علماً بأن إيران لم تكن بعيدة هي الأخري عن إتهامات مماثلة.
يذكر في هذا الإطار أن صحيفة “نيويورك تايمز” قد نشرت تقريراً في ٣ نوفمبر أشارت فيه إلي أن الأجواء السياسية في الولايات المتحدة “غير مواتية” لفوز محتمل لـ”هاريس” وأن السبب وراء استمرار “ترامب” في المنافسة هو أن الأجواء السياسية الوطنية ليست مواتية لفوز ديمقراطي، وأضاف التقرير أنه في حين لم تجرِ هذه الحملة الانتخابية بسلاسة كما توقع الديمقراطيون، فتنامي التفوق الجمهوري في بعض القضايا، يشير إلى امتلاك الجمهوريين فرصة كبيرة للفوز، ويبدو أن توقعات الصحيفة قد تحققت من خلال هيمنة واضحة للحزب الجمهوري علي السلطة التنفيذية والبرلمانية في الولايات المتحدة الأمريكية لمدة عامين علي الأقل.