مشاهد من الانتخابات الرئاسية الأمريكية وترجيحات ما قبل فرز الأصوات تشغل الإنتخابات الأمريكية مساحة واسعة من إهتمام الإعلام الدولي، واتسمت فترة الاستعداد للانتخابات الرئاسية بالحدة سواء في التصريحات الصادرة عن كل مرشح أو داعميه أبرزهم تصريح إيلون ماسك عشية الإنتخابات بأنه في حالة عدم فوز ترامب لن يكون هناك إنتخابات مرة أخري ، وذهب ماسك في تصريحاته إلي حد التعبير – مع بدء التصويت – من خلال تدوينه له علي منصة إكس عن تضاؤل الضغوط الكثيرة الي يتم ممارستها أمام ترامب الذين حاولوا التخلص منه مرتين وإفلاسه وسجنه .
والنافع للإنتباه ما ذكره عدد لا بأس من المراقبين السياسيين بأن هذا الإستحقاق الرئاسي يعد أغلي إنتخابات في ظل حجم التبرعات والإنفاق لكل حملة ، إذ جمعت حملة ترامب تبرعات تبلغ ١،٨مليار دولار ، في حين أنفقت ١،٦ مليار دولار ، وفي الجهة المقابلة تمكنت حملة هاريس جمع ٢،٣ مليار دولار وتم إنفاق ١،٩ مليار دولار ، علماً بأن ولاية ‘ أيوا’ تعد الولاية الإفتتاحية للسباق الإنتخابي.
والملفت أيضاً أن الحديث عن تأثير “الولايات المتأرجحة” على فرص كل مرشح واستطلاعات الرأي أصبح مادة دسمة لكل البرامج الحوارية خلال الأسابيع الماضية، وصنفت هذه الولايات بالمتأرجحة نظراً لإرتفاع إحتمالات تحولها من جمهورية إلي ديمقراطية والعكس ، بخلاف باقي الولايات التي حسمت هويتها الحزبية تاريخياً، إذ أصبحت الولايات المتأرجحة ساحة تنافس رئيسية لتعديل الأوزان التصويتية المضمونة في الولايات المحسومة . في كل الأحوال ، فإن شبكات الأخبار ذائعة الصيت -سواء في أمريكا أو خارجها – قد إجتهدت جفي إجراء استطلاعات رأي لفرص المرشحين والأوزان التصويتية، خلال الأيام السابقة لبدء التصويت ومن أهمها شبكة سي إن إن – التي لم تكن على وفاق مع ترامب في فترة رئاسته السابقة، وذكرت الشبكة في تغطيتها الإخبارية أن غالبية الناخبين قد حسموا خيارهم الرئاسي قبل شهر سبتمبر ٢٠٢٤ .
و تشير التقديرات الإعلامية إلى أن نسب التقارب بين هاريس وترامب إلى التعادل وإن كانت أغلب التقديرات تركز على أن حسم الانتخابات مرهون بنتائج سبع ولايات (أريزونا، جورجيا، ميتشجن، ويسكونسن، كارولينا الشمالية، بنسلفانيا، ونيفادا)، كما ذهبت بعض مراكز البحث والدراسات الاستراتيجية إلى التنويه بأن هاريس تمتلك عدة فرص للفوز بالانتخابات إذا فازت في ثلاث ولايات متأرجحة فقط، في حين يمتلك ترامب فرصة واحدة تستند لسيناريو الفوز في ثلاثة ولايات (بنسلفانيا، كارولينا الشمالية، وجورجيا). على مستوى المؤشرات العامة للقضايا البارزة في فترة الاستعداد لانتخابات 2024، نجد أن قرار الناخب الأمريكي قد يكون مدفوعاً بموضوعات (الاقتصاد، والهجرة وأمن الحدود، الرعاية الصحية، الإجهاض، الديموقراطية، التعليم، المناخ، وأخيراً السياسة الخارجية).
كما يلاحظ أنه في حين تمثل قضية الإجهاض أهمية عند داعمي “هاريس”، فإن قضية الهجرة تأتي في مقدمة اهتمامات مؤيدي “ترامب”. من أبرز الملاحظات أن السياسة الخارجية تأتي في آخر سلم اهتمامات الناخب الأمريكي، مع التسليم بأن ترامب لديه خبره ودراية بالمسائل الخارجية مقارنة بهاريس حديثة العهد بالتعامل مع القضايا الخارجية، ويشكك المراقبون في قدرتها على تقديم سياسة خارجية فاعلة تليق بمكانة واشنطن في ظل عالم تسوده اضطرابات في عدة دوائر جغرافية في مقدمتها حرب روسيا – أوكرانيا، ثم ساحات المواجهات المفتوحة في الشرق الأوسط، ويلاحظ أيضاً أن وكالة رويترز نشرت تقريراً أشارت فيه إلي حالة الترقب التي تسود أوساط المستثمرين العالميين لنتائج الإنتخابات التي قد تؤدي إلي تقلبات في الأسواق الدولية