أكد الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن الشريعة الإسلامية عنيت عناية كبيرة بعمارة الأرض والاستخلاف فيها، مشيرًا إلى أن التنمية المستدامة تحقق عمارة الأرض وكل ما يؤدي إلى التقدم والتطور؛ جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الخامس الذي تنظمه كلية الشريعة والقانون بتفهنا الأشراف بمحافظة الدقهلية، الذي يقام برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تحت عنوان: «التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر من منظور الفقه الإسلامي والقانون الوضعي» الذي يعقد في ظل تحديات جمة تواجه العالم أجمع؛ بدء من التغييرات المناخية المتسارعة، مرورًا بالتدهور البيئي واستنزاف الموارد الطبيعية.
وثمن رئيس جامعة الأزهر الجهود المبذولة من الدولة المصرية في مجالات التنمية المستدامة على جميع المستويات، لافتًا إلى أننا في امس الحاجة لمثل هذه المؤتمرات العلمية التي تسعي جاهدة لدعم جهود الدولة نحو تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وتحقيق رؤية مصر 2030 جنبًا إلى جنب وبالتوازي مع المبادرة الرئاسية «بناء».
ورحب رئيس جامعة الأزهر بالحضور جميعًا في المؤتمر من كليات: الشريعة والقانون، والدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، وكليات الحقوق بالجامعات المصرية، كما رحب بالمشاركين في المؤتمر من مختلف أنحاء العالم.
وأوضح رئيس جامعة الازهر أن المولي -عز وجل- عندما خلق الإنسان كان الهدف هو إعمار الأرض؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾.
وأشار أيضًا إلى أن مصر كانت سلة غذاء العالم، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر أن مصرنا الحبيبة لها مكانة عظيمة في القرآن الكريم؛ ولذلك قال تعالى: ﴿ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾ فمصر بلد الأمن والأمان وبلد السلم والسلام، ونزل بشأنها دون غيرها آيات كثيرة في القرآن الكريم.
وفي ختام كلمته دعا رئيس الجامعة بالتوفيق والنجاح للمؤتمر، وأن يخرج بتوصيات علمية مفيدة تستفيد منها البلاد والعباد، لافتًا إلى حصر كل التوصيات التي تصدر عن المؤتمرات العلمية؛ لطبعها وإهدائها هدية جامعة الأزهر لجميع مؤسسات الدولة الوطنية.