ثمن الدكتور صفوت النحاس، رئيس المجلس الوطني للتدريب والتعليم، جهود الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي في إطلاق مبادرة “بداية جديدة لبناء الإنسان”، التي تأتي في إطار حرص الدولة المصرية على تعزيز حقوق الإنسان وتحقيق التنمية الشاملة.
وقال الدكتور صفوت النحاس :”إن المبادرة الجديدة تعد أحد محاور المشروع المستدام للتنمية البشرية، والذي يهدف لبناء الإنسان المصري، والاستثمار في رأس المال البشري من خلال برنامج عمل يستهدف تنمية الإنسان والعمل على ترسيخ الهوية المصرية من خلال تعزيز الجهود والتنسيق والتكامل بين كل مؤسسات الدولة في مختلف أنحاء الجمهورية.
وأوضح الدكتور صفوت النحاس، أن المبادرة بأبعادها المختلفة الاقتصادية والاجتماعية تدعم الوفاء باحتياجات المواطن، والشعور بالولاء والانتماء والحفاظ على القيم الأصيلة من خلال الاستثمار في رأس المال البشري وتنمية الإنسان صحيا واجتماعيا ورياضيا والعمل على ترسيخ الهوية المصرية بالتعاون مختلف مؤسسات الدولة والوزارات المعنية والأزهر والكنيسة لترسيخ مفهوم الانتماء المصري والمواطنة، من خلال برنامج متكامل يركز على بناء الوعي وإعداد أجيال جديدة تترسخ لديها قيم الانتماء والولاء للدولة والحفاظ على مقدرات الوطن والمشاركة بفاعلية في عملية التنمية الشاملة.
برامج جديدة لـ”بداية“
وأكد النحاس، أن المجلس الوطني للتدريب والتعليم منفتح على المبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان” ببرامج جديدة وبكل الآليات المتاحة، بالتعاون مع كل مؤسسات الدولة للتركيز على الانتماء الوطني، وترسيخ وتعزيز الوعي الوطني ومبدأ التعلم المستمر، ونشر ثقافة التعلم والاهتمام بالتحول الرقمي الذي ذلل العقبات التي تواجه المواطن، مشيرا إلى أن الجمهورية الجديدة تعطي أهمية قصوى لبناء الإنسان صحيا وعلميا وثقافيا.
وأشار إلى أنه منذ أن تولى الرئيس السيسي مسؤولية الحكم، تركز اهتمامه على تنمية الإنسان المصري، والعمل بشكل جاد في محاور متعددة في تطوير البنية الأساسية لمصر من طرق وموانئ ومطارات وسكك حديدية ووسائل نقل مختلفة، إلى جانب الاهتمام بدعم صحة الموطن من خلال إطلاق مبادرة 100 مليون صحة للقضاءعلى فيروس سي، والتي تكاتفت فيها كل مؤسسات الدولة ، وحققت نجاحا غير مسبوق، لدرجة أن دولا أخرى استعانت بخبرات القائمين على هذا العمل للاستفادة منها للتغلب على المرض، إلى جانب إطلاق مبادرات لدعم صحة المرأة والطفل، وانتشرت في مصر المراكز الطبية لنقل الكبد ومعالجة المصابين بفيروس سي، ليشهد قطاع الصحة تطويرا غير مسبوق.
وأشاد النحاس بالدور الذي تقوم به الدولة لدعم النشاط الرياضي، وخاصة أن الرياضة أصبحت استثمارا بالمفهوم الشامل في البنية الأساسية والشباب والأندية الرياضية والإعلام الرياضي، وأصبحت تحقق عائدا كبيرا في مختلف دول العالم بشكل كبير.
وعن أهمية الدور الذي يقوم به المجلس الوطني للتدريب والتعليم، أوضح الدكتور صفوت النحاس، أن المجلس يعد مؤسسة تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي تعمل بالشراكة مع مؤسسات الدولة الوطنية، بهدف خلق كوادر وطنية قادرة على الحفاظ على الهوية المصرية، مؤكدا حرص المجلس على تحقيق أهداف التنمية المستدامة لرؤية مصر الإستراتيجية من خلال التدريب والتعليم بما يتوافق مع خطط وسياسات الدولة.، إلى جانب مشاركة المؤسسات في الإصلاح والتنمية.
وأضاف الدكتور صفوت النحاس:”كما يعمل المجلس كظهير أهلي للدولة في عملية الإصلاح الإداري وفقا لاختصاصاته، حيث أطلق المجلس مبادرة عام 2018 لتأهيل العاملين بالجهاز الإداري للدولة بالشراكة مع عدد كبير من الجهات الوطنية من بينها معهد التخطيط القومي بوزارة التخطيط ومركز التنمية البشرية بالجهاز المركز للتعبئة والإحصاء والمعهد الأمني بوزارة الداخلية بهدف تعزيز الكفاءة المهنية وإرساء المبادئ والقيم ونشر ثقافة الجودة ورفع الولاء والانتماء الوطني.
التدريب والتحول الرقمي
وأوضح أن المجلس يهدف لدعم توجهات الدولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تعزيز الاستثمار البشري وإتاحة التعلم للجميع، والتركيز على التطوير المؤسسي للتوافق مع الأهداف الوطنية، منوها إلى أن المجلس يستهدف نشر ثقافة جودة التدريب ورفع الوعي بين المدربين والعاملين بمراكز التدريب واعتماد المدربين واستشاري التدريب بعد توافقهم مع المعايير الدولية واعتماد الحقائب التدريبية وفق معايير الجودة بعد مراجعتها من اللجان العلمية، وإقامة مسابقات ومنح وتخصيص جوائز تميز لمقدمي خدمات التدريب والمدربين، ووضع مؤشرات لقياس الأداء لكفاءة العملية التدريبية وفق المعايير الدولية ونشر ثقافة التحول الرقمي وتقديم الدعم الفني للمؤسسات التدريبية.
ولفت إلى أن المجلس الوطني للتعليم والتدريب ساهم خلال الفترة الماضية في توعية أكثر من 26 ألف متدرب من خلال مجموعة من البرامج الوطنية الثقافية، وتثقيف 17500 مواطن على التعامل مع الخدمات الحكومية الاليكترونية، وأصبحت عملية التدريب مهمة للغاية، نظرا لتطور برامج تقديم الخدمات بشكل مستمر، حتى أصبح يتم اختبار المتقدمين للوظائف بالجهاز الإداري للدولة اليكترونيا، حيث يتم تحديد السمات الشخصية وقدرات التعامل مع الحاسب الآلي والبناء النفسي والقدرة على القيادة، من أجل تقييمهم، لينتقل الأمر إلى إجراء المقابلات الشخصية،ومن هنا تأتي أهمية التحول الرقمي.
دورات واتفاقيات ومنح
وذكر الدكتور صفوت النحاس، رئيس المجلس الوطني للتدريب والتعليم، إلى أن المجلس عقد ما يقرب من نحو 120 دورة تدريبية مع الشركاء الاستراتيجيين و28 اتفاقية تعاون حول المشاركة في نشر ثقافة التعليم المستمر، و 32 دورة علمية وثقافية في مجال الانتماء والتوعية الوطنية ، إلى جانب عقد 12 مؤتمرا في عدة مجالات مثل التحول الرقمي والجودة والتدريب، وإطلاق 17 مبادرة لتعزيز الاستثمار البشري وبناء الكوادر الشبابية وطرح 11 منحة تدريبية سنويا من منطلق المسئولية الاجتماعية، وعقد اتفاقيات مع مؤسسات وطنية كثيرة ومنها معهد التخطيط القومي والمركز القومي لبحوث البناء والإسكان والأكاديمية المهنية للمعلمين والجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء وكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة ومركز التميز التربوي بجامعة عين شمس ومركز الحاسب الآلي بجامعة الأزهر.
وأشار النحاس إلى أن آخر الدورات التي نظمها المجلس بالتعاون مع إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، بمشاركة العديد من المحاضرين المتميزين، شهدت إقبالا كبيرا من قبل المشاركين للالتحاق بها، ونظرا لتقدم أعداد كبيرة لها تقرر تنظيم دورة أخرى جديدة لهم،لافتا إلى أنه تم إتاحة المشاركة لمجموعة كبيرة من أصحاب الهمم وتقديم كل التسهيلات لهم للمشاركة في الدورة مثل الآخرين.
وأوضح النحاس، أن رؤية المتقدمين لتلك الدورات المتميزة للواقع والمستقبل تتغير بشكل كامل بعد انتهائها، حيث يزداد الحماس لديهم للعمل والتطور في إطار المنظومة الوطنية.
مواكبة التطور
من ناحية أخرى، أثنى الدكتور صفوت النحاس على التطور الذي تشهده الجامعات المصرية حاليا، بالاستفادة من التحول الرقمي وخاصة بعد جائحة كورونا بالاعتماد على المناهج الالكترونية والتواصل مع الطلاب بشكل تفاعلي عن طريق التعليم عن بعد، وإتاحة المناهج اليكترونيا، وعقد المحاضرات اليكترونيا أيضا، لبدء التخلص من سطوة الكتاب الجامعي، بعد شكوى الطلاب من ارتفاع أسعار الكتب، وأصبح بإمكان الطلاب مراجعة المحاضرة فور انتهائها واسترجاعها مرة أخرى في مختلف الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية، كما أصبح لدينا كليات جديدة تهتم بالذكاء الاصطناعي والتمريض وأصبح هناك مهن بحاجة لتأهيل الطلاب للقيام بدورهم.
نتائج مشرفة
وأشاد النحاس بالتطور المستمر الذي تشهده جامعة الأزهر العريقة، التي تعتبر مقصدا للدارسين من مختلف أنحاء العالم، مشيرا إلى أنها كانت سباقة في مجال التحول الرقمي بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، من أجل تحقيق نتائج مشرفة وإنجازات متعددة في مختلف المجالات، من خلال الاعتماد على منظومة اليكترونية متطورة لكافة البيانات للأساتذة والطلبة، مشيرا إلى أن العديد من المنظمات الدولية تضم خريجين من جامعة الأزهر.
واختتم الدكتور صفوت النحاس حديثه،قائلا:”ندخل على مرحلة جديدة بخطة شاملة تحت رعاية الدولة، ومن المتوقع تحقيق طفرة في مستوى الخريجين المصريين الذين يلتحقون بسوق العمل،وسيكون الخريج المصري قادرا على التقدم للحصول على أي وظيفة في أي مكان في العالم”.