أصبح السعي وراء علاج لمرض “ألزهايمر” مهمة تنافسية ومثيرة للجدل بشكل متزايد، حيث شهدت السنوات الأخيرة العديد من الخلافات المهمة حول آلية تشخيصه وعلاجه.
ذكرت مجلة “ساينس أليرت” العلمية أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وافقت، في يونيو / حزيران 2021، على أن المركب “أدوكانوماب” هو مركب “بيتا أميلويد” يستهدف الأجسام المضادة كعلاج لمرض ألزهايمر، على الرغم من أن البيانات التي تدعم استخدامه كانت غير مكتملة ومتناقضة.
وركز العلماء على محاولة التوصل إلى علاجات جديدة لمرض ألزهايمر عن طريق منع تكوين كتل مدمرة للدماغ من هذا البروتين الغامض المسمى “بيتا أميلويد”.
ولكن وبحسب المجلة فإن هذا التفاني في دراسة الكتل البروتينية غير الطبيعية لم يترجم إلى دواء أو علاج مفيد. ويعمل العلماء في معهد “كريمبيل” للدماغ، وهو جزء من شبكة الصحة الجامعية في جامعة “تورنتو”، على ابتكار نظرية جديدة لمرض ألزهايمر.
وأكد العلماء أنه استنادًا إلى الثلاثين عامًا الماضية من البحث، لم يعد مرض ألزهايمر على أنه مرض يصيب الدماغ في المقام الأول. وقال العلماء: “نعتقد أن مرض ألزهايمر هو في الأساس اضطراب في جهاز المناعة داخل الدماغ”.
ونوّه العلماء إلى أن جهاز المناعة الموجود في كل عضو في الجسم، هو عبارة عن مجموعة من الخلايا والجزيئات التي تعمل بتناغم للمساعدة في إصلاح الإصابات والحماية من الأجسام الغريبة.
وأشاروا إلى أن “بيتا أميلويد” ليس بروتينًا منتجًا بشكل غير طبيعي، بل هو جزيء يحدث بشكل طبيعي وهو جزء من جهاز المناعة في الدماغ، ومن المفترض أن يكون هناك.
وتابع العلماء أنه عندما تحدث صدمة في الدماغ أو عندما تكون البكتيريا موجودة في الدماغ، فإن بيتا أميلويد هو مساهم رئيسي في الاستجابة المناعية الشاملة للدماغ، وهنا تبدأ المشكلة.
وأضاف العلماء أنه بسبب التشابه المذهل بين جزيئات الدهون التي تتكون منها أغشية البكتيريا وأغشية خلايا الدماغ، لا يستطيع “بيتا أميلويد” التمييز بين البكتيريا الغريبة وخلايا الدماغ المضيفة، ويهاجم عن طريق الخطأ خلايا الدماغ التي من المفترض أن يحميها.