علي غرار أبرز القادة، والشخصيات المؤثرة في العالم، وأبرز علماء العالم، توجت مسيرة عالم مصري أنقذ حياة ملايين البشر، واحتضن معاناة أفريقيا، مقدما علاجا فعالا آمنا لمرض قضى على الملايين من البشر خاصة الأطفال، ووضعت مسارا جديدا لعلاج الملاريا.
وفقا لاخر الإحصاءات،، يتوفى طفل دون سن الخامسة في كل دقيقة تقريباً من جراء الإصابة بالملاريا، وفي عام 2021، وقعت 247 مليون إصابة بالملاريا في العالم مما أدى إلى 619,000 وفاة كان 77 بالمئة منها بين الأطفال دون سن الخامسة، ومعظمهم في أفريقيا.
قصة العالم محمود هاشم مع الملاريا وكيف احتفى العالم به، ومسيرته العلمية التى تمتد لما يقرب من نصف قرن ورؤيته لمستقبل أفضل للقارة الأفريقية في التقرير..
الدكتور محمود هاشم، أستاذ كيمياء الليزر المتفرغ بالمعهد القومي لعلوم الليزر بجامعة القاهرة، حصل هاشم على الدكتوراة من جامعة شتوتجارت الألمانية عام ١٩٧٩ وله مدرسة علمية متميزة حيث أشرف على أكثر من 90 رسالة ماجستير ودكتوراه، ونشر أكثر من مائة بحث دولى، حاصل على وسام رئيس الجمهورية في العلوم والفنون من الطبقة الأولى ٢٠١٧، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم التكنولوجية المتقدمة لعام ٢٠١٤ وجائزة التميز في العلوم من جامعة القاهرة لعام ٢٠١٢، وجائزة الدولة التشجيعية 1989 وعضو دائم مدى الحياة في المجمع العلمي المصري، مؤخرا حصل هاشم على جائزة النيل لعام 2023.
وشغل هاشم منصب أستاذ زائر في المعهد الفيدرالى للتكنولوجيا بسويسرا ومركز الأبحاث النووية بجامعة كارلسروها، وكذلك في كل من معهد جورجيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة، ومعهد تكنولوجيا الليزر في الطب بجامعة أولم بألمانيا.
للدكتور هاشم أبحاث في استخدام تكنولوجيا أشعة الليزر في التشخيص المبكر وعلاج الأورام الخبيثة (يسمى العلاج الضوئي الديناميكي) بدون استخدام العلاج الكيميائي أو العلاج الاشعاعي.
يمتلك الدكتور محمود هاشم 11 براءة اختراع بالاشتراك مع فريقه البحثي مسجلة دوليًا وفي أكاديمية البحث العلمي المصرية في مجال تطبيقات الطاقة الشمسية وتكنولوجيا الطاقة الضوئية وتحولاتها وهذه ثورة علمية جديدة بدأت من سبعة آلاف سنة حيث كان قدماء المصريين أول من استخدم الضوء فى علاج الأمراض وتم استخدام تكنولوجيا الضوء فى القضاء على الملاريا والفلاريا وحمى الضنك وكذلك الطفيليات الأخرى مثل البلهارسيا ومكافحة الآفات الزراعية والحشرات الضارة باستخدام أشعة الشمس.
القضاء على الملاريا
ويقدم الدكتور محمود هاشم الحل، في خلاصة التطبيقات الحقلية لبراءات الاختراع والبحوث المنشورة ورسائل الدكتوراة التي أشرف عليها الدكتور محمود هاشم وفريقه البحثي بنجاح فى مكافحة الملاريا علماً بأن براءة الاختراع مسجلة في منظمة براءات الاختراع الدولية (WIPO) ومسجلة في عدد 170 دولة وتم الاعتراف بالتطبيقات الحقلية من منظمة الصحة العالمية وبنك التنمية الأفريقي والذي أبدى استعداده لتمويل أي وزارة صحة في أفريقيا يستخدمون هذا الابتكار.
وتتلخص الفكرة العلمية للابتكار المصري لمكافحة الملاريا في القضاء على بعوضة الملاريا من المنبع، وذلك عن طريق قطع دورة حياة البعوضة المسببة للملاريا ويتم ذلك باستخدام أشعة الشمس المباشرة ومادة الكلوروفيل المستخلصة من النباتات.
وقد أثبتت النتائج أنه في خلال ساعتين فقط يتم القضاء تماما على يرقات البعوض بنسبة نجاح ٩٥ -١٠٠% في مستنقعات الدول المنتشر بها الملاريا وبالتالي تم قطع دورة حياة البعوض الناقل للمرض وقد أثبتت التطبيقات الحقلية أنه لا يؤثر تماما على النظام البيئي حيث إنه يقضي فقط على يرقات الباعوض دون تأثيره على اية كائنات حية أخرى.
وأبتكار الدكتور هاشم، آمن ومسجل كبراءة اختراع في 140 دولة ، ويتم تطبيق هذا الابتكار في ثمان دول من دول حوض النيل بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية والجدير بالذكر أنه يتم تصنيع هذا المنتج في شركة النصر للكيماويات الوسيطة بأبو رواش ، يحقق هذا الابتكار عدة أهداف من أهداف أجندة الأمم المتحدة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة كما يحقق رؤية مصر 2030 بأن يكون البحث العلمي أداة فاعلة لدفع عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي وخلق فرص استثمارية للبلاد.
و تم نشر كتاب مؤلف ومحرر من قبل الدكتور محمود هاشم مع مجموعة من العلماء والأطباء يستخدمون هذه التكنولوجي وذلك في أشهر دار نشر ألمانية لكونها ثورة علمية جديدة عام 2014.
التعاون الحكومي
تعكف عدد من الوزرات في دراسة كيفية التعاون مع الدكتور هاشم، وسبل الاستفادة من أبحاثة، وعلى رأسها وزارة الزراعة، حيث عقد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السابق اجتماعا معه لبحث كيفية الاستفادة من البحوث التطبيقية في مكافحة الآفات الزراعية، وذلك في ظل محدودية الموارد الطبيعية خاصة من الأرض الصالحة للزراعة، وتعظيم أقصى استفادة من وحدتى الأرض والمياه لتحقيق الأمن الغذائى، ووجه بتشكيل مجموعات عمل للوصول الي نتائج تطبيقيه للبحث في مجال مكافحة الآفات الحشرية كما وجه بسرعة إتخاذ كافة الاجراءات القانونية والفنية والتجارب المطلوبة لتسجيل المبيد والتأكد من فاعليته ونتائجه قبل تسجيله.
الدكتوراة الفخرية
من جانبها منحت جامعة إيست لندن العالم المصري الدكتور محمود هاشم الدكتوراة الفخرية، وذلك تقديرا لإنجازاته الاستثنائية غير المسبوقة في العلوم وجهوده الدؤوبة في تطوير علاج آمن وفعال للملاريا وأمراض المناطق الاستوائية هذه الإبتكارات لها دور فعال و هام في مواجة تأثير تغير المناخ على زيادة انتشار مرض الملاريا على مستوى العالم وخاصة الدول التى لا يوجد بها الملاريا حاليا مثل أوروبا وشمال إفريقيا وأمريكا الشمالية.
والدكتوراه الفخرية” أو Honis reasona باللاتينية هي جائزة أكاديمية تمنحها الجامعات العريقة تقديراً لبعض الأفراد وهي عبارة عن درجة “من أجل الشرف”، ولا تعد هذه الجائزة هي الأولى للدكتور هاشم، فقد حصل منذ أيام على جائزة النيل لعام 2023.
من جانبها أشارت جامعة إيست لندن البريطانية، أن أبحاث وابتكارات الدكتور محمود هاشم عبد القادر قد تجاوزت مجرد الدراس والبحث إلى ما هو أبعد بالنتائج العملية فى التطبيقات الحقلية فى عدة دول أفريقية كما يستمر عمله في إلهام الجيل القادم من العلماء، حيث أنقذت ابتكاراته حياة عدد لا يحصى من الأشخاص ووضع معايير جديدة في مجال الصحة العامة والاستدامة.
وعلق الدكتور محمود هاشم، خلال كلمته في الاحتفالية بقوله” أنه ممتن لاختياره لنيل الدكتوراه الفخرية في العلوم من جامعة إيست لندن. وإنها ليست مجرد اعترافًا بأعماله، بل احتفاءً بالجهود الجماعية لكل أولئك الذين ألهموه ودعموه طوال مسيرته الأكاديمية، مشيدا بالمدرسة العلمية من طلاب الدراسات العليا الذين عملوه معه.
وأكد هاشم ” إنه في نفس الوقت الذي يتلقي فيه الدكتوراه الفخرية في العلوم من جامعة إيست لندن يطبق فريقه العلمي في أفريقيا علاجنا الأخضر للملاريا والأمراض الاستوائية، وهو أحد براءات الاختراع الإحدى عشرة المسجلة وطنياً ودوليًا، والذي تمت الموافقة عليه من قبل منظمة الصحة العالمية.
وتكمن أهمية هذا الابتكار في تطوير تقنية جديدة آمنة بيئيًا باستخدام مستخلص طبيعي نشط تحت ضوء الشمس (SAFE) لقتل الكائنات الحية غير المرغوب فيها والقضاء على الملاريا. يعد هذا الإنجاز خطوة كبيرة نحو التخفيف من آثار تغير المناخ وتقليل الانتشار الجغرافي لهذه الأمراض”
يكمن سر نجاح الدكتور محمود عبدالقادر هاشم، في ايمانه بالبحث العلمي، وتقديم أبحاث علمية معملية ليست حبر على ورق لكنها أبحاث ترى النور على أرض الواقع، مؤمن بالعمل الجماعي جعله يشيد بالفرق البحثية المشاركة معه محليا ودوليا ، وحبه للوطن وإيمانه بالدور المصري جعله يوهب ابتكاراته العلمية للشعب المصري.