أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي اهتمام الوزارة بتطوير منظومة التعليم العالي في مصر، إيمانًا منها بأهمية هذا القطاع في تحقيق التنمية المستدامة في مختلف المجالات، وتسعى الوزارة لتحسين جودة مخرجات التعليم العالي، وتخريج كوادر مؤهلة قادرة على مواكبة متطلبات سوق العمل، والمساهمة في نهضة مصر.
وأشار الوزير إلى الخطوات التي تم اتخاذها في هذا الصدد، والتي منها الاهتمام بالبرامج البينية؛ لتعزيز جودة مخرجات التعليم العالي والبحث والابتكار في مصر، وتأتي هذه الخطوة في إطار تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي2030، التي تُولي اهتمامًا كبيرًا لمبدأ “التخصصات المتداخلة والبرامج البينية”، موضحًا أن البرامج البينية هي برامج دراسية تجمع بين تخصصين أو أكثر من مجالات مختلفة، مثل: العلوم الإنسانية، والطبيعية والتكنولوجية، ويهدف هذا النوع من البرامج إلى إعداد خريجين مؤهلين لسوق العمل.
وأوضح د.أيمن عاشور أن البرامج داخل كل إقليم تنقسم إلى ثلاث فئات رئيسة، وهي برامج خدمة المجتمع، وتهدف إلى تقديم خدمات مباشرة للمجتمع المحلي، ومعالجة احتياجاته الأساسية، وبرامج ذات تميز عالمي، وهي غير مرتبطة بالموارد والتحديات المكانية، وبرامج تنمية الموارد الإقليمية، وتُصمم هذه البرامج خصيصًا لتطوير واستغلال الموارد المتاحة في كل منطقة، سواء أكانت بشرية أو طبيعية، مع مراعاة الخصائص والظروف الفريدة لكل إقليم.
وأكد الوزير أن الدراسات الحديثة أشارت إلى سيطرة مجالات ووظائف محددة على سوق الأعمال بحلول عام2040 وتؤكد هذه الدراسات أهمية التوجه نحو التخصصات المتداخلة، لتمكين الخريجين من مواجهة تحديات العصر بكفاءة وإبداع، وتشمل هذه المجالات الواعدة (مجال الذكاء الاصطناعي، الطب الجينومي، البيانات الضخمة، التشغيل الآلي، إنترنت الأشياء، النقل الذاتي، الاقتصاد الرقمي، علوم قطاع الفضاء، قطاع الطاقة النووية)، مشيرًا إلى أن هذه المجالات المتنوعة تقدم فرصًا وظيفية واعدة للشباب المُستعد للتكيف مع التطورات المتسارعة، واكتساب المهارات اللازمة للنجاح في عالم الغد.
وأكد الوزير أنه تجسيدًا للاهتمام بإرساء مبدأ التخصصات البينية، قامت الوزارة بإطلاق الشبكة القومية للبرامج والبحوث البينية للجامعات المصرية؛ بهدف ترسيخ ثقافة التخصصات البينية والعابرة للتخصصات في الجامعات، وإعداد باحثين مصريين مؤهلين للقيام بأبحاث متعددة التخصصات فعالة، ومعالجة المشكلات المجتمعية والبيئية المعقدة، من خلال التعاون بين مختلف مجالات المعرفة، ودعم الابتكار وريادة الأعمال في مجالات البحث العلمي.