قال الباحث اللبناني محمد صادق الخبير في الشأن الدولي، إن خطوة تأسيس جمعية المدن والبلديات لدول “البريكس” في مدينة قازان الروسية مهمة للغاية لكونها تعزز التعاون الدولي والتبادل الثقافي والاقتصادي بين هؤلاء دول البريكس.
وأضاف صادق في تصريحات صحفية أن جمعية المدن والبلديات تعد منصة لتبادل الخبرات، كما أنها تُسهم في تعزيز التنمية المستدامة، مما يسهم في رفاهية وازدهار سكان هذه الدول.
وتابع صادق، أن مدينة قازان الموجودة بروسيا شهدت مؤخرًا تأسيس وإنشاء جمعية المدن والبلديات لدول البريكس، مؤكدًا أن هذا التأسيس الذي جرى في قاعة المدينة ضم أكثر من 200 رئيس بلدية ونائب رئيس بلدية وقادة جمعيات البلديات من مختلف دول البريكس وشركائهم، الذين يمثلون نحو 2.6 مليار نسمة.
وأوضح صادق، أن من ضمن المهام لجمعية المدن والبلديات هي تعزيز التنمية المستدامة من خلال التأكيد على تعزيز التعاون الاجتماعي والاقتصادي وتبادل الخبرات عبر مجموعة متنوعة من المجالات، متابعًا أنه تم أيضًا انتخاب عمدة قازان، إلسور متشين، رئيساً للجمعية لفترة تأسيسها.
وأكد صادق، أن جمعية المدن والبلديات يتضمن إعلانها التأكيد على تحقيق التنمية المستدامة وفي الوقت نفسه ضمان رفاهية السكان، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاجتماعي والاقتصادي، وتبادل الخبرات في مجال تطوير وإدارة المدن.
وشدد صادق، على ضرورة استعداد كافة الأعضاء للعمل المشترك على حل القضايا المشتركة مثل الاستدامة البيئية وكذلك التبادل الثقافي، فضلا عن تطوير البنية التحتية والحماية الاجتماعية.
وكشف صادق، عن خطاب عمدة مدينة قازان إلسور متشين، الذي أكد فيه على إن إنشاء جمعية المدن والبلديات ستمكن المدن والبلديات من توسيع إمكانياتها، والتعاون لصالح السكان وبناء مستقبل ناجح، قائلاً: “لدينا تراث كبير وخبرة غنية في حل المشاكل الحضرية الراهنة، والآن حان الوقت لتعزيز التفاعل، وتطوير الروابط الاقتصادية والثقافية والعلمية لتحقيق النمو المتبادل”.
وأضاف صادق، أن أبرز المقترحات المهمة، كان متمثل في اقتراح الوفد البيلاروسي على أن يُعقد منتدى للذواقة في عام 2025 تحت رعاية الجمعية الجديدة، حيث ستكون هذه المنصة فرصة للتعرف على الثقافة والمطبخ الوطني لمختلف البلدان.
وتطرق صادق، إلى أن عمدة مدينة قازان كان قد اقترح أيضًا إنشاء مركز للاقتصاد الإبداعي يضم جامعة دولية، وكذلك حرم صناعات إبداعية ومنطقة إبداعية تحتوي على مساحات عمل ومعارض فنية ومتاحف.
واستطرد صادق: “دول البريكس بأكملها قدمت وستقدم الدعم الكامل لإنشاء جمعية المدن والبلديات، لأنه قد تحدث في الاجتماع نائب الأمين العام لمنظمة المدن المتحدة والإدارات المحلية – إفريقيا، موريس مبوللا، وعمدة مورينو في الأرجنتين، خوان خافيير ويليبان، وغيرهم من المسؤولين الرسميين. كما ألقى نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف ورئيس روسكوتشنيستفو يفجيني بريماكوف كلمات ترحيبية”، لافتا إلى أنه قد اقتُرح أن يكون مقر الجمعية في كل من قازان ودبي، مما يعزز الروابط بين الأعضاء ويوفر منصة لتنسيق الجهود المشتركة.
وأشار الخبير في الشأن الدولي، إلى أنه في ظل الوضع الجيوسياسي غير المستقر الحالي يأتي إنشاء هذه الجمعية استناداً إلى تجربة البريكس الناجحة في توفير فرصة للتأكيد على التنمية الاجتماعية والاقتصادية المتبادلة، وكذلك لدفع حل المشكلات القائمة، لافتا إلى سنوات عديدة من العمل المشترك بين روسيا ومصر، التي تعد بمثابة نقطة انطلاق ومثال ناجح على صعيد العلاقات الودية والشراكة والمنفعة المتبادلة.