عقدت أكاديمية “دبلو” أولى حلقات سلسلة ندوات مرئية حول الدبلوماسيين الكتاب أمس 9 يوليو بمشاركة اثنين من الدبلوماسيين البارزين على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، شمالًا وجنوبًا؛ حيث قدم سفير إيطالي في كرواتيا “باولو تريكلو” كتابه الأخير المعنون “الدبلوماسية والأدب: الدبلوماسيون الثمانية الذين فازوا بجائزة نوبل في الأدب”.
كما تحدث سفير مصر السابق في واشنطن “محمد توفيق” لكتاباته الإبداعية المتمثلة في روايات منشورة باللغة العربية ومترجمة إلى الإنجليزية والسويدية.
وتناولت الندوة، التي أدارها السفير عمرو الجويلي محرر ديوان القراءات الدبلوماسية بمجلة الدبلوماسي والسفير “ستيفانو بالدي” الممثل الدائم لإيطاليا لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، كتابات الدبلوماسيين في مجال الأدب، خاصة المصريين والإيطاليين. وعرض السفير الإيطالي “تريكلو” السيرة الذاتية للدبلوماسيين الثمانية الذين فازوا بجائزة نوبل في الأدب على النحو الذى تناوله كتابه الصادر أخيراً مشيراً إلى أنهم كانوا من شيلي (٢)، وفرنسا، ويوغوسلافيا، واليونان، وجواتيمالا، ليتوانيا، والمكسيك، بمعنى أنه لم يكن هناك أي منهم من قارتي آسيا أو أفريقيا، أو أمريكا الشمالية، فيما كانت قارتا أمريكا الجنوبية والوسطى وأوروبا ممثلة بشكل كبير. وعرض السفير “بالدي” للكتاب الذى أعده حول كتابات الدبلوماسيين الإيطاليين والذى كان محل مناقشة فى أمسیة ثقافية لمجلس إدارة النادي الدبلوماسي المصرى عقدت فى فبراير ٢٠١٠ ، أي منذ حوالى ١٤ عاماً، جنباً إلى جنب مع المرجع المماثل الصادر عن مؤلفات الدبلوماسیین السویسریین.
وأجاب السفير “توفيق” على أسئلة المحاور موضحاً أن كتاباته في مجال الكتابة الخيالية، خاصة الروائية ومنها “فتاة الحلوى”، لا ترتبط بالواقع مما يتيح له حرية الكتابة الإبداعية بشأنها، ومع ذلك فقد كانت إحدى روايته التي كتبها وهو سفير في أستراليا، محل استفسارات عندما عُين كسفير في واشنطن كون أحداثها التخيلية كانت تتعلق بالولايات المتحدة. كذلك، أجاب بأن المكاتبات الدبلوماسية الرسمية قد لا تخلو من جانب أدبى في الكتابة رغم ما تتطلبه من الوضوح، مبرزاً أن إحدى نقاط الاختلاف الرئيسية هو أنه على الدبلوماسي عندما يخاطب مجتمعات دولة الاعتماد أن ينطلق من السردية القائمة حتى يُقنعهم بوجهة نظره، بينما أن الروائي والأديب تتاح له فرصة تحديها وطرح بدائل عنها.
من جانبه، تناول الدكتور “يوفان كورباليا” مؤسس أكاديمية دبلو، الأكثر تخصصاً في علاقة الدبلوماسية بالتكنولوجيا، تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على الكتاب والمؤلفين باعتبار السرعة الفائقة التي تتسم بها والنطاق الواسع الذى تشمله، فضلاً عن قدرتها المتزايدة على الإبداع. وعرض لفكرة الكتب دائمة التطور التي يرمز إليها بمصطلح “كايزن” التي تتاح من خلالها إصدار النسخ الأولية من الكُتب في مهلة قصيرة جداً، ويقوم المؤلف بالإمداد بالأفكار الرئيسية والتسلسل المنطقة ثم المراجعة قبل الإصدار، ومن ثم تتاح الفرصة لتلقى الملاحظات التفاعلية، والتطوير الدائم لتلك النسخ تماشياً مع كل ما هو جديد.
ونوه المدير المشارك للجلسة السفیر عمرو الجويلى إلى استضافة معرض القاهرة للكتاب برئاسة الأستاذ الدكتور أحمد بھى الدین العساسى رئيس الھیئة العامة للكتاب لندوتين على مدار سنتين متتاليتين في ٢٠٢٣ و٢٠٢٤ بمشاركة وزراء الخارجية السابقين وكبار السفراء لعرض كتابات الدبلوماسيين المصريين في إطار الجهد الحالي لإعداد مرجع في شكل دراسة ببليوغرافية تصنف مؤلفات الدبلوماسیین المصریین بعنوان “من البرقية إلى الكتاب: الدبلوماسيون المصريون كمؤلفين” حيث تم حتى الآن حصر حوالى ١٠٠٠ كتاب مؤلفا من قبل حوالي ١٥٠ دبلوماسي مصري منذ ١٩٥٢، في مختلف مجالات النشر شاملة الأدب وذكريات السیرة الذاتية والتاريخ ودراسات المناطق على رأسھا الوطن العربي بما في ذلك القضية الفلسطينية، والعلاقات والمنظمات الدولية.
وأشار “الجويلى” عن اطلاق صفحة على فيس بوك Diplomatswritersegypt@ تجمع أغلفة مؤلفات الدبلوماسیین المصریین لتكون منبراً لمختلف مطبوعات للدبلوماسیین المصریین، وليتم ضمها إلى الصفحة الخاصة بكتابات الدبلوماسيين على المستوى العالمي والمتوافرة على https://www.diplomacy.edu/diplomats-as-writers .