شهد التعليم الجامعي في مصر تطورًا ملحوظًا خلال السنوات العشر الماضية، حيث تركزت الجهود على تحسين البنية التحتية التعليمية وزيادة عدد الجامعات الحكومية والأهلية وافتتاح تخصصات جديدة. حيث جرى إنشاء 4 جامعات حكومية جديدة ليصل عدد الجامعات الحكومية إلى 28 جامعة، وهناك جامعتين في الطريق، بجانب إنشاء 20 جامعة أهلية، 10 جامعات تكنولوجية. بجانب تشجيع القطاع الخاص على دخول المجال التعليمي الجامعي فزادت الجامعات الخاصة لتصبح 32 جامعة بزيادة 9 جامعات، وأنشئت 9 فروع لجامعات أجنبية، بالإضافة إلى عشرات المعاهد العليا والمتوسطة. وكل ذلك لتلبية احتياجات التعليم العالي في البلاد وسد احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي، وتوفير المزيد من الفرص التعليمية للطلاب وتقليل الضغط على الجامعات الكبرى في المدن الرئيسية.
وتزامن ما سبق مع زيادة عدد المستشفيات الجامعية ليصبح 125 مستشفي جامعي مما جعل الجامعات تتحمل العبء الأكبر في تقديم الخدمات العلاجية للمواطنين ضمن منظومة الرعاية الصحية في مصر. وترتب علي هذه الزيادات الضخمة في الجامعات والكليات زيادة الإنفاق على التعليم العالي ليرتفع من 24 مليار جنيه عام 2014 إلى 100 مليار تقريبا عام 2023. كما زاد عدد الطلاب في الجامعات الحكومية ليصل إلى مليوني طالب بجانب الملتحقين بالتعليم الخاص والأهلى والأجنبني في مصر.
ولم يقتصر الأمر على الكم بل امتد الاهتمام إلى الكيف حيث تم افتتاح العديد من التخصصات الجديدة، ونالت بعض التخصصات القائمة إهتمامًا كبيرًا وذلك لزيادة الطلب عليها في سوق العمل حيث زاد الاهتمام بكليات الحاسبات والذكاء الإصطناعي، وزيادة التخصصات فيها، وكذلك افتتاح كليات للثروة السمكية، وأخرى لرعاية ذوي الهمم، وللنانو تكنولوجي، وهي تخصصات زاد الاحتياج لها بشكل كبير في العقد الأخير. كما ظهرت الجامعات التكنولوجية إلى حيز التنفيذ بما تشمله من تخصصات جديدة مثل تكنولوجيا الصناعة والطاقة، وتكنولوجيا تشغيل وصيانة ماكينات الغزل والنسيج، وتكنولوجيا التصنيع الغذائي، و تكنولوجيا السكك الحديد وغيرها من التخصصات المستحدثة.
كذلك زاد التركيز على الاهتمام بتحسين جودة التعليم الجامعي، واعتماد معايير جديدة لضمان الجودة وتحديث المناهج الدراسية لتتوافق مع المعايير العالمية. كما تم تعزيز التعاون مع الجامعات الأجنبية وتبادل الخبرات والمعرفة لتعزيز الكفاءة الأكاديمية.
ما سبق يؤكد لنا أن التعليم الجامعي في مصر تحت قيادة الرئيس السيسي شهد تحولات جذرية وطفرات غير مسبوقة سواء من حيث الكم أو الكيف. وهو ما يمكن أن يحقق مردود أعلى مع تطبيق المجلس الوطني للتعليم.
الدكتور محمد كمال أستاذ مساعد القيم والأخلاق بجامعة القاهرة