جاءت إستضافة القاهرة لنهائي بطولة دوري الأبطال في يوم متميز للقارة الأفريقية علي جميع المستويات، وليس فقط في الجانب الرياضي، نظرا لأن يوم الخامس والعشرون من مايو ( يوم أفريقيا) له خصوصية وذكري فارقة في تاريخ قارتنا وهو يوم الإعلان عن تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية في 1963 ، ومصر كانت في مقدمة الدول المؤسسة لمنظمتنا القارية وكذلك من المؤسسين لإتحادات العمل القاري المشترك وفي مقدمتها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ( الكاف).
كما أن تزامن مباراة النهائي مع ميلاد المظلة القارية لكل مستويات العمل المشترك في أفريقيا ، قد وضع علي كاهل الجميع أهمية ظهور النواحي التنظيمية بالشكل الذي يليق بحجم القارة ، ولحسن الحظ أن مكان المباراة النهائية في صرح رياضي تاريخي شهد حضور جماهيري كبير في يوم نعتز به جميعا في قارتنا الأفريقية ، فنشأة استاد القاهرة العظيم تعود إلى ستينيات القرن المنصرم وهي نفس الفترة الزمنية التي شهدت إحتضان القاهرة الزعماء الأفارقة ومؤتمرات دعم مطالب شعوب القارة للتحرر من الاستعمار والحصول على الاستقلال، وتستضيف القاهرة أيضا مقر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم منذ تأسيسه.
وتحمل تلك المناسبة التي شهدت تتويج الأهلي المصري بالبطولة الأفريقية للمرة الثانية عشرة رسالة تقدير جديدة من جماهير كرة القدم في مصر لكل الروابط الرياضية والتاريخية التي تجمع أبناء القارة الأفريقية داخل القارة وخارجها ، ونشير هنا إلي أن المشاركات الأفريقية في كأس العالم للأندية إرتقت إلي مستوي التطور الذي شهدته الدول الأفريقية في قطاعي الشباب والرياضة، إذ تمكن الأهلي المصري من حصد ميداليات في أكثر من مشاركة وقبله الرجاء البيضاوي ( المغرب) ومازيمبى ( الكونجو الديمقراطية) ، ولاشك أن القارة تمتلك إمكانيات بشرية تؤهلها للمنافسة علي الصعيد الدولي وفي المسابقات الأوروبية بصفة خاصة فعشاق كرة القدم حول العالم لديهم ارتباط كبير بلاعبين لديهم مسيرة إحترافية متميزة ( محمد صلاح، رياض محرز، أشرف حكيمي) ، وقبلهم الأساطير الأفريقية ( إيتو، دروجبا، وجورج وايا) ، والكوادر الأفريقية لديها من السمات الشخصية والإستعداد البدني ما يؤهلها للظهور بالشكل الإحترافي الذي يليق بالخيرات والموارد المتوفرة في بلدان القارة، والتي إن تم توظيفها بالشكل المناسب ستضع القارة في الصدارة علي طول الخط.
وختاما، فإن الإعتزاز بالخامس والعشرون من مايو تجسد في مناسبة رياضية مهمة تابعها الملايين، بالنظر إلى القيمة الخاصة لكرة القدم الأفريقية التي باتت تجتذب المشاهدين والرعاية، نظرا لأهميتها وما تشهده من منافسة بين الجميع، فالتميز الكروي لا يقتصر حاليا على إقليم معين فكل أقاليم ودول القارة – بصرف النظر عن حجمها وإمكانياتها الإقتصادية – أصبحت تقدم الأداء المتطور والراقي.
كل عام وأفريقيا في تطور مستمر.. كل عام والكرة الأفريقية في صدارة الاهتمام الدولي.. كل عام و الكاف منبر سامي لشباب القارة ورياضيها.. إنطلاقا من القاهرة إلي باقي دول القارة.. كل عام والمشاركة الأفريقية في كأس العالم للأندية متميزة.
محمد محمود عبد الوهاب